أين نحن من الفلسفة؟.. بقلم: نورة صابر

أين نحن من الفلسفة؟.. بقلم: نورة صابر

تحليل وآراء

الأحد، ٢٤ يناير ٢٠٢١

الفلسفة هي تقدير القيمة الفعلية للأشياء وبرهنة العلاقة بين مختلف الظواهر وطبيعتها الأساسية الممتدة إلى العالم الخفي حيث يكمن سببها الأول. كلمة فلسفة جاءت من أصل يوناني وهي كلمة مركبة تعني «حب الحكمة»، الفروع الرئيسية التي صنفت وفقها الأنظمة الفلسفية هي الميتافيزيقيا التي تتعامل مع مواضيع مجردة مثل نشأة الكون واللاهوت وطبيعية الكينونة، ثانياً: المنطق ويتعامل مع القوانين التي تحكم التفكير العقلاني، ثالثاً: الأخلاق وهو علم الفضيلة والمسؤولية الشخصية والسمات الفردية، وهو مجال يتعلق بشكل رئيسي بالاجتهاد نحو تحديد طبيعة الخير، رابعاً: علم النفس وهو مكرس للتصنيف والتحقيق في أشكال مختلفة من الظاهرة العائدة لأساس عقلي، خامساً: علم المعرفة وهو علم متخصص بشكل رئيسي لتناول طبيعة المعرفة بذاتها وإمكانية وجودها بشكل مجرد. سادساً: علم الجماليات، وهو علم يتناول طبيعة الجمال والانفعالات التي يثيرها الشيء الجميل والمتناغم والنبيل والأنيق في نفوس البشر.
 للأسف لم يعد للفلسفة وفروعها في هذا العصر معنى كبير بسبب التشويه والتحريف الذي أصابها عبر الزمن. لقد اعتبرها المفكرون درة العلوم، يقول أفلاطون: «الفلسفة تمثل أكبر خير من الخالق للإنسان»، ويذكر فرانسيس بيكون أن «امتلاك القليل من علم الفلسفة يقود عقل الإنسان نحو الإلحاد، لكن التعمق في الفلسفة يذهب بعقول الناس نحو الله» واعتبر أن إنسانيتنا لا تكتمل من دون الفلسفة.
إن مرتبة الإنسان في العالم تحددها نوعية تفكيره من الناحية الفلسفية. وأهمية علم الفلسفة الحقيقية تكمن في تقدير صنع الخالق، وهناك الكثير من المدارس الفلسفية التي تدعو إلى التبحر والغوص في الكون لكي نتجاوز العالم المادي. لقد ركزت فلسفة أفلاطون على العالم الماورائي الذي يمثل الواقع الحقيقي ووصف أفلاطون الخالق بأنه الواحد الذي لا يماثله أحد في الوجود وهو أصل كل الأشياء من حولنا. كما قال الله تعالي عن ذاته «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» (الشورى:11).