اصنع أهدافك واستمع للحقائق.. بقلم: شيماء المرزوقي

اصنع أهدافك واستمع للحقائق.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحليل وآراء

الاثنين، ١٨ يناير ٢٠٢١

في غمرة السعي نحو حياة مستقرة محملة بالفرح والسعادة، حياة تغمرها الإنجازات والنجاحات المتوالية، تكبر أهدافنا وتتوسع أمام كل نجاح نحققه، تلك الطموحات المحدودة أو الغايات المحصورة أو الأهداف المتواضعة تنمو وتكبر وتتعدد يوماً وراء يوم، خاصة مع كل نجاح وصعود وتفوق. في بداية حياتنا تكون الغاية العظيمة تجاوز المرحلة الابتدائية، ثم المراحل الدراسية اللاحقة واحدة وراء الأخرى، لكننا بمجرد أن نكمل تعليمنا الجامعي ونتوجه إلى الحياة العملية، تبدأ أهداف أخرى ومختلفة تماماً عن تلك التي كانت تراودنا خلال مراحل الدراسة والتعليم.
 في حياتنا العملية نريد النجاح والتفوق والترقية، ومع استقرارنا المادي تظهر أهداف جديدة تتعلق بالأقارب والأصحاب ونحوهم. وهكذا ننتقل من هدف ومن مرحلة إلى أخرى، وكأن تلك الغايات والأهداف هي البوصلة التي تحدد اتجاهنا بل وسرعتنا وجودة ما نقدمه، بل هناك من يعتبر الحياة رتيبة ومملة دون الأهداف ودون وضع سقف عالٍ من الطموحات ثم السعي لتحقيقه.
 المشكلة الحقيقية في هذا السياق تتعلق دوماً بالكيفية التي نضع بها تلك الأهداف والطموحات، ثم بالطرق والوسائل التي نتبعها لتحقيقها. وهذه المشكلة لها جانبان، الأول يتعلق بكل واحد منا، عندما يضع أهدافاً وغايات تفوق قدراته الذهنية والنفسية، وتتجاوز استعداده وتكون غير ملائمة لظروفه المعيشية والاجتماعية، أما الجانب الثاني في المشكلة فيكمن في الآخر الذي قد يكون عاملاً سلبياً وهداماً لتلك الطموحات والأهداف. 
لعلاج الجانب الأول يجب على كل واحد منا معرفة ميوله وغاياته وهواياته وأين يجد نفسه، بمعنى ما الذي يرغبه ويميل له، وهذه النقطة تحديداً لا يمكن لأي واحد أن يضع الإجابات نيابة عنك، لذا من الأهمية التنبه ومساعدة نفسك. أما ما يتعلق بالآخرين، فيمكن العلاج في إرخاء السمع مع المعرفة، بمعنى أن تدرك معنى ما يقال وما يوجه إليك ومدى فائدته وموضوعيته ودقته ومصداقيته، فالناس سواء أكانوا مقربين منك أو بعيدين عنك، سيتحدثون وسيدلون بوجهات نظرهم ولن يصمتوا، والبعض سيقول كلمات تحمل الوجاهة والمنطقية لكنها تكسر شيئاً ما بداخلك، وتحطم روحك المعنوية، لذا يجب التنبه والفرز، وأقصد بالفرز، التوقف عند ما يقال من كلمات، ومدى ما تحمله من حقائق ومعلومات تفيدك وتصب في مصلحتك، أما إن كانت كلمات جوفاء، فتجاهلها تماماً. 
تذكر أن الحياة تحتاج للأهداف، وفي صغرك كانت الأهداف عبارة عن الأماني والرغبات، لكنك في هذه المرحلة تحتاج لصنع أهدافك.