هل ترامب يائس أم مهووس سلطة؟.. بقلم:  دینا دخل اللـه

هل ترامب يائس أم مهووس سلطة؟.. بقلم: دینا دخل اللـه

تحليل وآراء

الخميس، ٧ يناير ٢٠٢١

عند قراءة هذه المقالة سيكون الكونغرس قد اتخذ قراره بصدد الانتخابات الرئاسية، فكيف سيتصرف دونالد ترامب إذا تم اختيار جو بايدن؟
كنت قد عرضت الأسبوع الماضي خيارات ترامب، وخاصة إعلان حالة الطوارئ بعد افتعال مشاغبات وقلاقل، وعلينا أن ننتظر لنرى، فعلى الرغم من محاولة الرئيس ترامب منذ توليه الرئاسة الظهور بمظهر الرجل القوي الذي لا يأبه لشيء إلا أنه في الآونة الأخيرة، وخاصة قبل بضعة أيام، بدا كالرجل اليائس الموهوم الذي يستجدي الفوز من أي جهة كانت.
لعل ما ساعد على ظهور ترامب بهذا المظهر هو تسجيل صوتي نشرته جريدة «الواشنطن بوست» يطلب فيه الرئيس الأميركي من لجنة الانتخابات في ولاية جورجيا ومن وزير خارجيتها الجمهوري براد رافينسبرغر تغيير نتيجة الانتخابات فيها. إذ قال ترامب إنه: «يحتاج إلى 11.780 صوتاً فقط ليفوز»، وإن «الناس في الولاية غاضبون والناس في البلاد كلهم غاضبون أيضاً، لذلك ليس من الخطأ إذا قمتم بإعادة العد». استخدم الرئيس ترامب في هذه المكالمة لغة التهديد إذ قال لرافينسبرغر إن عليه أن يكون «جمهورياً جيداً» والانصياع لأوامر الرئيس.
فهل ترامب شخص مفصول عن الواقع أم إنه مصمم على البقاء في السلطة حتى لو أدى هذا لهدم الديمقراطية الأميركية؟
لم تكن هذه المحاولة الأولى للرئيس الأميركي للتدخل بشكل مباشر مع مسؤولي الجمهوريين في الولايات التي خسر فيها كبنسلفانيا وميتشغن وأريزونا. فقد طالب في مكالمات هاتفية لم تخلُ من التهديد والوعيد، المسؤولين بتغيير النتائج، على حين هاجم مناصرو ترامب المسلحين منزل وزير خارجية ميتشغن لعدم انصياعه لأوامر الرئيس، كما رفع دونالد ترامب ومحاموه أكثر من 60 قضية لإثبات التزوير في الانتخابات لكنها باءت بالفشل.
ترى الصحف الأميركية أن نظريات المؤامرة والغضب من الخسارة هو كل ما يشغل بال قائدهم. فبعد مرور أكثر من شهرين على الانتخابات الرئاسية يتحدث ترامب فقط عن تزوير الانتخابات متجاهلاً تماماً مشكلات البلاد كوباء كورونا والهجمات السبرانية التي تعرضت لها واشنطن والوضع المتوتر مع إيران.
لم يسلم حتى نائبه مايك بينس من اتهاماته، إذ قال ترامب إن نائبه لا يدافع عنه بالقوة المطلوبة، ما دفع مكتب بينس لإصدار بيان بأنه يرحب بأي اعتراض على نتائج المجمع الانتخابي في جلسة الكونغرس.
وأمس، فاز الديمقراطيون بمقعدي جورجيا في مجلس الشيوخ بعد انتخابات صعبة يوم الثلاثاء الماضي، أي أن المجلس سيصبح منقسماً ويكون لكل حزب فيه 50 مقعداً، مما يمنح نائبة الرئيس المنتخبة الديمقراطية كامالا هاريس التصويت الفاصل بعد توليها منصبها في 20 الشهر الجاري.
وأكدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي فوز المرشحين الإثنين، وقالت إن الولايات المتحدة سيكون لها مجلسا شيوخ ونواب يقودهما الحزب الديمقراطي ويعملان مع بايدن.