أبعدوا الشغب عن الملاعب السورية.. بقلم: صفوان الهندي

أبعدوا الشغب عن الملاعب السورية.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠

أمضيت حتى الأن 23 عاماً في العمل الإعلامي الرياضي لم أحضر فيها إلا بضع مباريات قليلة في الدوري السوري لكرة القدم.. كثيرون يسألونني ولماذا هذه المقاطعة فأجيبهم : أخجل من الهتافات والسيمفونيات والمفردات السوقية والألفاظ التي يطلقها بعض المتعصبين من على المدرجات لاتليق بالمتابعين والحضور.
ماحدث الأسبوع الماضي في مباراة تشرين وجبلة بعيد كل البعد عن الأخلاق والروح الرياضية وبات تدخل الجهات المعنية منتظراً لحماية الرياضة السورية وترابط المجتمع ,هذه الآفة الخطيرة تتجدد في الملاعب كل أسبوع.. فإلى متى هي مستمرة.. وإلى أين.. ومتى نخلص منها ونرتاح وإذا استمرت وتضاعفت واستفحلت إلى أين يمكن أن توصلنا.
 
تدخل مطلوب
لقد بات اتحاد كرة القدم مطالباً بالتدخل ووضع حد لهذه التجاوزات، من خلال التضييق على هؤلاء المتعصبين عبر قرارات حاسمة توقف هذا العبث بعيداً عن المجاملات وتبويس الشوارب ، إذ حان الوقت للتدخل وإيقاف هذا الشحن الرهيب الذي ستذهب ضحيته رياضة الوطن.
نقف في كتاباتنا دوماً في صفوف جمهورنا.. نقدر له محبته وانتمائه ونستوعب ردات انفعاله، وننتقد الحكام في مقابل أن يكون الجمهور راضياً.. لكن في عدد من الحالات يزيد هذا الجمهور انفعاله ويتصرف بهوجاء وانفعالية غاضبة.. فلا يترك لنا فسحة للدفاع عنه.. لأنه في المحصلة إذا زاد التوتر عن حده.. انقلب الحماس إلى ضده.. ونتذكر في هذا السياق مسؤولية رابطة المشجعين ونتلمس أدوارها وأهدافها فلا نشعر بشيء لأن دورها في التوعية والتثقيف وحتى في السيطرة على جمهورها هو دور هش إن لم يكن دوراً فاشلاً، حيث نرى في كثير من الأحيان أن رئيس وأعضاء هذه الروابط هم أول من يطلق شرارة الشغب.
 
السؤال الآن ..إلى متى؟!
والسؤال الآن متى ستنتهي هذه المهزلة والانفلات الأخلاقي وقلة الأدب التي تسير في اللقاءات الرياضية ؟ خارج المباريات تجد اللاعبين إخوة، وأشقاء، وأصدقاء، ويتبادلون الزيارات، وفي الملعب لا توجد مشكلة كبيرة بين اللاعبين، ولكن على المدرجات نار هنا ونار هناك، توتر وهتافات تتصاعد وتتمادى حتى تصل إلى كلمات لا تمت إلى الأخلاق والتربية والانضباط ولا إلى الروح الرياضية بصلة.. تافه هنا.. وموتور هناك ومجنون في مكان آخر يتعاونون على تأجيج الموقف، فينطلق القطيع تائهاً أهوجاً يؤذي السمع ويؤذي العين ويخدش الأدب العام.. ويشعر الجميع بحالة من القرف والاشمئزاز لما وصلت إليه التربية والأخلاق والأجواء الرياضية.
المشكلة الكبرى أنّ الذين يثيرون الشغب معروفين لمن يريد أن يعرف، ولكن أحداً لا يريد أن يعرف، وبالتالي لا يريد أن يتخذ إجراء لذلك، ولكن الآن مع القيادة الرياضية الجديدة اختلف الوضع، فلا مجال لأي شغب قادم في صالاتنا وملاعبنا، والمطلوب منذ الآن خطة إصلاح وتوعية وتأسيس جديد لروابط المشجعين وتجديد ثقافتها الرياضية.
 
رسالة عاجلة
أبعدوا أسباب الشغب و فعّلوا دور روابط المشجعين وراقبوا القلة القليلة من الجماهير المشاغبة أو المندسة وحاسبوها، وادعموا الأندية المحتاجة ليتحسن أداءها..! هي محاولات لقول بعضاً من الحقيقة نطلقها بأعلى أصواتنا عله يُسمع والشغب عن ملاعبنا يُدفع، ولهذه الجماهير يُشفع ..!