معركة ترامب الأخيرة.... بقلم: دينا دخل اللـه

معركة ترامب الأخيرة.... بقلم: دينا دخل اللـه

تحليل وآراء

الخميس، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٠

قال المجمع الانتخابي في الولايات المتحدة كلمته، وثبّت بذلك فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالانتخابات الأميركية لعام 2020 على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. إذ حصل جو بايدن على 306 أصوات مقابل 232 صوتا لترامب. ويكون بذلك جو بايدن فاز بالأصوات الشعبية وأصوات المجمع الانتخابي.
إلا أن الرئيس دونالد ترامب ما زال يصر على إنكار نتائج الانتخابات والمضي قدماً، وحتى النفس الأخير، في محاربة هذه النتيجة بكل الطرق المتاحة. لكن هل بقي لترامب وسائل دستورية يتمكن من خلالها تغيير النتيجة خاصة بعد أن خسر المحكمة الفدرالية العليا التي رفضت بالإجماع الدعوة القضائية التي تقدمت بها ولاية تكساس وسبع عشرة ولاية أخرى لإلغاء نتائج الانتخابات في الولايات الأربع المتأرجحة (بنسلفانيا ومشيغن وجورجيا وويسكونسن)؟
الحديث هنا يدور حول السادس من كانون الثاني وهو اليوم الذي يجتمع فيه الكونغرس بمجلسيه في جلسة يرأسها نائب الرئيس الأميركي لعد أصوات المجمع الانتخابي. ويكون هذا الإجراء من مهام الكونغرس الجديد الذي يؤدي القسم في الثالث من الشهر نفسه. أعضاء الكونغرس هنا يستطيعون الاعتراض على أي صوت من أصوات المجمع وتحديد اسم الفائز الأخير في أي ولاية لم تتوصل لاسم الفائز. إذا حصل أحد المرشحين على 270 صوتاً يعلن رئيس المجلس أي نائب الرئيس مايك بينس النتائج. في حال لم يحصل أي من المرشحين على 270 صوتاً فبإمكان المحكمة العليا أن تتدخل. وإذا تعقدت الأمور القانونية يقوم أعضاء الكونغرس بالتصويت، أي إن مجلس النواب سيصوت للمرشح الديمقراطي لأنه ذو أغلبية ديمقراطية، أما مجلس الشيوخ سيصوت لمصلحة المرشح الجمهوري لأنه ذو أغلبية جمهورية.. صوت رئيس المجلس يكون في هذه الحالة الصوت الفاصل بين المرشحين. فكيف سيختار نائب الرئيس مايك بينس بين ولائه لدونالد ترامب والواجب الدستوري الموكل إليه؟ خاصة أن مايك بينس يتطلع للترشح في انتخابات عام 2024.
ترامب، الذي قال بوضوح إنه لن يعترف بخسارته أمام جو بايدن، وعدد من مناصريه الأوفياء يعدون العدة للمعركة الأخيرة على أرض الكونغرس. إذ صرح السيناتور عن ولاية ألاباما مو بروكس مع مجموعة أخرى من النواب أنه سيتحدى نتائج الانتخابات في خمس ولايات هي أريزونا وبنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وويسكونسن حيث حصل تزوير في الانتخابات حسب رأيه. وقال في تصريح له: «نحن أقوى حسب الدستور، من أي سلطة، من المحكمة الدستورية ومن القضاة».
السيد بروكس ليس أول سيناتور يقوم بتحدي نتائج التصويت حاول قبله عدد من النواب الديمقراطيين في المجلس بالاعتراض على النتائج عام 2001 و2005 وحتى في عام 2017 لكن مرشحهم كان قد قبل بالهزيمة.
هل سيدعم عدد كاف من النواب الجمهوريين دونالد ترامب وخاصة أن هناك أصواتاً كثيرة ضمن الحزب الجمهوري تطالبه باحترام نتائج الانتخابات.
يواجه الحزب الجمهوري في هذه المرحلة موقفاً حرجاً، فهو من جهة يريد دعم مرشحه حتى النهاية وفي الوقت نفسه لا يريد الإضرار بسمعة الحزب أمام الشعب الأميركي والوصول إلى أزمة دستورية قد تضع الديمقراطية الأميركية في خطر.
قال كارل روف مستشار الرئيس السابق جورج بوش الابن ناصحاً الرئيس ترامب: «أميركا لا تحب الخاسرين الجبناء بل تحب العائدين الأقوياء».