هل أصبح اغتيال الرجوب هدف صهيوني؟.. بقلم: صالح الراشد

هل أصبح اغتيال الرجوب هدف صهيوني؟.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الأربعاء، ٧ أكتوبر ٢٠٢٠

تحول اللواء جبريل الرجوب إلى هدف صهيوني يجب الخلاص منه بعد أن أصبح قادراً على لم شمل الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج، وبعد أن وصل إلى جميع نقاط الإلتقاء مع قادة الفصائل وبالذات حماس، وأجاد بتوحيد الفكر والهدف بأن العدو هو الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين فقط، وبالتالي تم تجاوز نقاط الخلاف ووضع العدو في نقاط صدام مستمرة مع الفلسطينين وهو ما يَعِدُ بعودة قوة السياسة والمقاومة الفلسطينية لإنشاء الدولة الكاملة. 
الرجوب قام بدور تاريخي لتوفير المناخ الإيجابي لعقد اجتماعات الفصائل في رام الله والحوار مع حماس، مما أعاد الروح للعلاقة المتذبذة مع حماس ليتم توقيع  الإتفاق في تركيا بقرار فلسطيني خالص نابع من معرفة الجميع بمصلحة فلسطين وشعبها، وهذا هو الهدف الذي سعى إليه الرجوب مطولاً، فعمل بلا كلل أو ملل فالسجن الذي إحتضن المناضل الرجوب علمه الصبر والبحث عن الحرية لتصبح الأيام مجرد أرقام، وهذا ما قام به الرجوب على أرض الواقع فرفض الوقوع بين الأنقاض فنهض من حفرة لحفرة حتى حقق المراد بجمع الفصائل وهذا ما لا يُريده الصهاينة.
 ويقود الرجوب أصحاب المواقف الصلب الرافضة للتطبيع العربي مع الصهاينة، ليتصدى للعديد من المواقف العربية والعالمية التي كانت تحاول التقليل من مكانة فلسطين التاريخية والساعية لتحويل القضية الفلسطينية عن مسارها، فوجه إنتقادات لاذعة لصفقة القرن والمتورطين فيها وبين أن فلسطين يمثلها أهلها، وحين قامت بعض الدول بالتطبيع المجاني شن الرجوب عليها هجوماً قوياً وكشف بعض المعلومات التي كانت تلك الدول تتمنى أن تبقى طي الكتمان، وصدمهم حين أعلنها بأن الدم الفلسطيني أغلى من نفطهم وأن قرارتهم لا تساوي الحبر الذي كُتبت به كون قرار طفل فلسطيني يعادل مليون مجلد يحمل تواقيع زعماء، ودوماً كان الرجوب يعلن رفض تبعية القرار الفلسطيني لأي دولة في العالم وأن السُلطة تُرحب بالشركاء ولا تقبل الأوصياء، ليكون الرجل الصلب الذي ينقل الرسالة الفلسطينية للجميع بدون تزويق ودون خضوع. 
ويرفض الصهاينة شخصية الرجوب القوية كونه صاحب قرار ورؤيا وقادر على جمع الشمل الفلسطيني، وأصبح رجل المواقف القوية حيث يتصدر المشهد في الملمات الصعبة ويقدم الرسالة الفلسطينية بجسارة وصلف دون خوف من أحد، وهذه صفات لا يريدها الصهاينة أن تتواجد في القيادات الفلسطينية وهي صفات تتواجد في الكثير منهم، وهم الذين يعتبرون أن قضية فلسطين قضية حياة أو موت وأنها قضية وطن وشعب وأرض وحرية واستقلال قرار وليست بقضية إنسانية لشعب يبحث عن طعام، ليصبح الرجوب هدف مرغوب إغتياله م قبل الصهاينة وعدد من أتباعهم، فالرجال يعلم علم اليقين أنه مستهدف وانه ككل الفلسطينين الذين واجهوا الحروب لسبع قرون متوالية وما هانوا أو سقطوا بل يخرجون كل من يحتل بلادهم ذليلاً منكسراً خائباً، ليتذكر الرجوب وصحبة الحلم القادم بتحقيق الحقيقة الأزلية التي خلدها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش بكلمات أغلى من النفط حين قال:
 أيها المارون بين الكلمات العابرة
 منكم السيف ــ ومنا دمنا 
منكم الفولاذ والنار ــ ومنا لحمنا 
منكم دبابة أخرى ــ ومنا حجر 
منكم قنبلة الغاز ــ ومنا المطر 
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء 
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا 
وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء
 وعلينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء.