الأبناء أمانة فلْنحسن تربيتهم.. بقلم: محمد أحمد عبد الرحمن

الأبناء أمانة فلْنحسن تربيتهم.. بقلم: محمد أحمد عبد الرحمن

تحليل وآراء

الأحد، ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٠

يشهد العالم اليوم، موجات متتالية من تغير أنماط تربية الأبناء وتنشئتهم، وأصبح من الواجب أنّ تتغير أساليب التربية في الوقت الراهن، عما كانت عليه سابقاً، وذلك نتيجة لظهور عوامل عدة: اقتصادية وتكنولوجية وأخلاقية... الأمر الذي يضاعف مسؤولية الآباء والأمهات نحو أبنائهم.
وغدت النية الحسنة وروح الأمومة والأبوة العطوفة، لا تكفي لتنشئة الأبناء تنشئة سليمة، إذ غالباً ما تقع الأخطاء من الوالدين خلال تربيتهم لأبنائهم أحياناً من غير قصد، لكنها سرعان ما تنعكس سلباً على شخصية الابن، فينمو بخلاف ما أراد والداه.
أخطاء
يؤكد اختصاصيون أنّ أبرز أخطاء الأمهات والآباء تجاه أبنائهم، قد تكمن في الإفراط في تدليل الابن، وقبول كلّ تصرفاته حتى الخاطِئة منها، ما يجعله يتمرد على من حوله، أو تكون في تأنيبه الدائم، ومقارنته بأقرانه المختلفين عنه، فيفقد ثقته بنفسه، ويصيبه شعورٌ بالنقص والدونية، أو أنهم يستخدمون أساليب تخويف الابن وتعنيفه، أو تفتيش أدواته الشخصية من غير إذنه، أو كيل الإهانات اللفظية والجسدية له، وانتقاد تصرفاته، وبهذا يصنعون لديه الشك في قراراته وطرائق تفكيره، وقد يصبح هذا سبباً في تدمير العلاقة بينه وبين والديه، أو ينشغل الوالدان عن الطفل، أو يُحدِثون الشجار أمامه في كل وقت، ما يضعف شخصيته، ويكسبه عُقَداً نفسية، كالخجل والكسل والفشل والعنف، وبعض الآباء والأمهات يعتادون التغضّب، ما يملأ نفس الأبناء بالضجر والنفور من المنزل، ولهذا، يجب على الآباء القيام بترتيباتٍ وقوانينَ خاصةٍ داخل المنزل، تنظمُ سلوك الكبار، وتؤدي إلى المحافظة على انضباط سلوك الصغار، وتتيح لهم ممارسة احترام النظام، والتقيد بالإرشادات منذ بداية حياتهم، كنظام وقت الطعام ومكانه ونظام اللبس، ونظام استخدام الأجهزة الإلكترونية ووسائل الترفيه، وتنظيم علاقة الأبناء بأصحابهم وأقاربهم والجيران، مع الالتزام التام من الأب والأم بهذه القوانين، وعدم التهاون بها.
طاقة إيجابية
أيها الآباء، أيتها الأمهات، كونوا ناشرين للطاقة الإيجابية في منازلكم، وازرعوا الثقة بأولادكم، احترموهم، واثنوا عليهم أمام الآخرين، لا تجعلوا أبناءكم يحتقرون أنفسهم بسبب سخريتكم منهم، علموهم معنى احترام الآخر، إذا طلبتم من أحدهم شيئاً، قولوا له: «لو سمحت»، وإذا أحسن قولوا «أحسنت»، وإذا قدّم شيئاً قولوا: «شكراً»، ساعدوهم على اتخاذ قراراتهم، وازرعوا فيهم حبّ الوطن وحب القيادة وحب ولي الأمر، اصحبوهم للمجالس، فالمجالس مدارس يستقون منها العادات الأصيلة والقيم النبيلة، اجعلوا لهم زاوية في المنزل، لعرض أعمالهم وابتكاراتهم، ساعدوهم في كسب الصداقات السليمة، لا تتركوهم فريسة للتطور التكنولوجي، فيصبحوا مخرجات غير سويةٍ لا تبحثُ إلا عن الترفيه، اجعلوا أبناءكم يشعرون بمكانتهم الكريمة في الحياة، لقد أودع الله سبحانه فيهم قدراتٍ ومواهبَ، ستمكنهم من نفع أنفسهم ونفع مجتمعهم، ادعوهم للصلاة معكم، وأغرسوا في قلوبهم مبادئ الإيمان بالله، وعلموهم قوة البركة وأهمية الدعاء، شاطروهم في أحلامهم وطموحاتهم، وشجعوهم على أنْ يرغبوا في الحياة، وأنْ تكون لهم آمال وأحلام وطموحات.
تسامح
إنّ الإصغاء إلى الابن والتعامل معه بالتسامح والديمقراطية، يمكنه من النمو السليم، ولم يَعد اليوم أحدٌ من علماء التربية يدعو إلى القسوة والتربية الخشنة، لقد أصبح توجيه الأبناء ورعايتهم، من الأمور التربوية الضرورية، حتى يكتسبوا المهارات المختلفة بأنفسهم، فالأبناء زينة الدنيا وبهجتها، ومن حقهم علينا أنُ نُــنَــشِّــئَهم تنشئةً سليمة، فهم جيل المستقبل الذي يعوَّل عليه ازدهار الوطن.