ترامب

ترامب "يُنَكس" الولايات المتحدة ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٠ يوليو ٢٠٢٠

واصل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في تنكيس بلاده بفضل أفعاله التي جعلت الشعب الأمريكي في نهاية أولوياته، ونقلهم من كارثة إلى أخرى وجلب لهم الأعداء من كل حدب وصوب حتى وصل العداء إلى الشعب الأمريكي ذاته، والذي تعايش سلمياً لسنوات طوال دون عنصرية، كما فشل ترامب في التعامل مع جائحة كورونا وظهر أنه لا يملك خطة لقيادة البلاد في أوقات الشدة، لتكون الولايات المتحدة الأكثر تعرضاً لخطورة الوباء مما دعى العديد من الرؤساء السابقين للبلاد إلى إنتقاده في العلن وهكذا فعل العديد من حكام الولايات قبل أن يتصرفوا بشكل فردي لحماية المواطنين.
ترامب أراد أن يقفز للصورة من جديد بعد أن وضعه وباء كورنا خارج الإطار، فأعلن تنكيس العلم الأمريكي حزناً على وفاة النائب في الكونغرس جون لويس بعد معاناة مع مرض السرطان على الرغم أن ترامب وجه كلمات جارحة للويس قبل أشهر ، وقد حاول ترامب إستغلال وفاة الرجل الذي حمل فكر مناويء للرئيس العنصري اليميني المتطرف الذي يتعامل حسب لون البشره،وأراد ترامب أن يربط نفسه بشخصية عظيمة في التاريخ الأمريكي لإخفاء فشله المتواصل على الصعيد العالمي والمحلي، وكأنه أراد الإعتذار بصمت عن مقتل جون فلويد الذي قُتل بطريقة همجية من قبل رجال الشرطة، لتشتعل المظاهرات في جميع الولايات الأمريكية، وبالتالي فقد وجد ترامب ان الفرصة بوفاة لويس قد لاحت ليثبت أنه ليس عنصرياً ويصنع لنفسه هالة وسمعة جديدة.
في المقابل لم يقم ترامب بتنكيس العلم الأمريكي حداداً على وفاة أكثر من مئة واربعين ألف أمريكي، ولم يهتز لترامب جفن ولم يبكيهم أو يجعل ذويهم يشعرون بأنه حزين لفقدانهم، كما فشل كلياً في إيجاد حلول لمواجهة وباء كرونا القاتل، واكتفى بتوزيع المال على الشعب الأمريكي بغية إظهار أنه يحاول حماية المواطنين، لكن هذا لم يغير من سرعة إنتشار الوباء الذي اصاب أكثر من ثلاثة ملايين أمريكي وأصبح كابوس يحلم به الجميع، لقد كنا نتوقع أن يقوم ترامب بتنكيس العلم عند مقتل فلويد بدلاً من إرتدائه ثياب الدكتاتوريين الجدد، حيث طلب تدخل الجيش لقمع الإعتصامات والمظاهرات بدلاً من القيام بدوره بحماية الشعب.
لقد ظهر الفارق بين من فارق الحياة مرفوع الراس، وأعني هنا جون لويس الذي جند نفسه من شبابه حتى مماته للدفاع عن حقوق السود، وطالب بالمساواة ونظم مسيرات ضد العنصرية وتعرض للضرب وتم توقيفه عديد المرات، وكان أصغر عضو في جماعة فرسان الحرية وعاش حياته في فقر مدقع ورافق مارتن لوثر جونيور، وشارك في المسيرات بعد مقتل جون فلويد، وفي النهاية نال وسام الرئاسة الأمريكي من الرئيس أوباما مما جعل ترامب يختفي من المشهد كون التاريخ لا يُخلد إلا الابطال واصحاب الفكر والرؤى ومنهم جون لويس، فيما لا زال ترامب "يُنَكس" رأس الولايات المتحدة في شتى تصرفاته حتى أصبح الرئيس الأكثر بغضاً في التاريخ الأمريكي.