الجشع في زمن «كورونا».. بقلم: سام بيزيجاتي

الجشع في زمن «كورونا».. بقلم: سام بيزيجاتي

تحليل وآراء

الخميس، ١٦ يوليو ٢٠٢٠

بالنسبة للأثرياء في العالم، فإن الإثارة ليست رخيصة وهم يواصلون الربح حتى وسط الجائحة. والمثال على ذلك: مزاد سوثبي الفني التاريخي للأعمال الفنية المتطورة الذي حقق عبر الهاتف وعبر الإنترنت لمدة أربع ساعات ونصف رقماً قياسياً عالمياً جديداً لأغلى عمل تم بيعه على الإطلاق إلى العارض عبر الإنترنت.
فقد تركز العمل الأكثر إثارة على لوحة للفنان البريطاني فرانسيس بيكون. بدأ المزاد بمبلغ 48 مليون دولار، ثم استقرت مبارزة القط والفأر على مزايد غامض عبر الإنترنت من الصين الذي استمر في الزيادة لأعلى عرض سابق ب 100000 دولار. وتم بيع العمل أخيرًا مقابل 85 مليون دولار تقريباً!
وشملت جولة أخرى من المزايدات الحماسية «مشهد غابة زاهية الألوان» لفنان انتحر في الخريف الماضي هو ماثيو وونغ. وفي مزاد يوم الأوبئة (الاثنين)، بلغ ثمن مشهد غاباته 1.8 مليون دولار.
بعد كل هذا نسأل أنفسنا: ألسنا أمام وفرة طائشة من المال؟
فما الذي يثري أغنياء العالم بهذه الهمة الحماسية؟ إنه سوق الأسهم. ففي الربع الثاني من عام 2020، تبين أن أسهم أكبر 500 شركة أمريكية التي يتم تداولها علناً في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 20 في المئة، وهو أعلى ارتفاع ربع سنوي في ستاندرد آند بورز هذا القرن على الإطلاق.
باحثون في مركز Wealth-X نشروا مؤخراً أحدث تعداد سنوي للمليارديرات. فكلما زاد ثراء المليارديرات وفق إحصائيات المركز الجديدة، زاد ارتفاع حصة الأسهم المتداولة في محافظهم الشخصية.
فعلى سبيل المثال، يستثمر المليارديرات الذين يملكون ما يزيد على ملياري دولار، 21.3 في المائة من ثرواتهم في الأسهم. أما بالنسبة لأصحاب المليارات التي تتراوح بين 10 و50 مليار دولار، فعلى النقيض من ذلك، تمثل حيازاتهم للأسهم ما يقرب من 48 في المائة من صافي ثروتهم. وترتفع هذه الحصة إلى 76.8 في المائة لأصحاب المليارات التي تزيد على 50 مليار دولار.
ويسيطر المليارديرات الأمريكيون على جميع هذه المستويات من صافي الثروة. وبشكل عام، تشير إحصاءات Wealth-X إلى أن الأمريكيين يمثلون 28 في المائة من المليارديرات في العالم. وتستضيف الولايات المتحدة 788 ثروة شخصية بقيمة 10 أصفار على الأقل، أي أكثر من كل المليارديرات في ألمانيا وروسيا وسويسرا والمملكة المتحدة وهونغ كونغ والهند والمملكة العربية السعودية وفرنسا.
في عام 2019، ارتفعت ثروة هؤلاء المليارديرات الأمريكيين بنسبة 13.9 بالمائة. وفي وقت سابق من هذا العام، تراجعت تلك الثروة بشكل حاد، ثم عادت إلى الزيادة الصاخبة، كما وثقتها التحديثات التحليلية لمعهد دراسات الملياردير بونانزا. وبين منتصف مارس - وهي النقطة التي أخذ فيها الوباء الولايات المتحدة لأول مرة - ومنتصف يونيو، ارتفع إجمالي ثروة المليارديرات الأمريكيين إلى أكثر من نصف تريليون دولار، أي من 2.948 تريليون دولار إلى 3.531 تريليون دولار.
ولكن كيف يمكن لبورصة الأوراق المالية أن تتقلب بلطف وسط هذه المستويات من الكوارث الاقتصادية والصحية؟ الأمر بسيط. كل الثروة والقوة التي جمعها الأغنياء على مدى العقود الأخيرة تؤتي ثمارها الآن.
وهكذا تستمر ثروة الأثرياء في التراكم أعلى من أي وقت مضى، وهذا ما قدمه مزاد سوثبي التاريخي الذي كان علامة واضحة على مدى ارتفاع هذه الكومة الآن. فقد بيعت لوحة واحدة في المزاد لجان ميشيل باسكيات وبدون عنوان وتعود للعام 1982 ب15.2 مليون دولار. وفي عام 2000، بيعت نفس اللوحة ب 398500 دولار فقط.
 
*من معهد دراسات السياسة (موقع كاونتر بانش)