العنصرية تُسقط ترامب ..!!.. بقلم: صالح الراشد

العنصرية تُسقط ترامب ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الاثنين، ١ يونيو ٢٠٢٠

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏حشد‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
 
عاد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إلى النهج العربي في التعامل مع الشعوب في حال خروجها عن النص الذي يُعد لها مسبقاً، فترامب قرر تهديد الشعب الأمريكي والمعترضين منهم بنشر الجيش الأمريكي في المدن التي تشهد إضطرابات بسبب مقتل أمريكي من أصول إفريقية بطريقة بشعة للغاية، مما يضع ترامب في صف الرؤساء العرب الذين قصفوا شعوبهم بالصواريخ والقنابل، وهم الذين وصفهم الرؤساء السابقين للولايات المتحدة وسياسيها بالدكتاتوريين الذين لا يسمحون بحرية الرأي ويقودون البلاد التي يحكمونها بالحديد والنار، وأدان هؤلاء الدخلاء على الإنسانية وتجار المباديء والقيم والذين يملكون عدة مقاييس لذات الحالة أدانوا وشجبوا تدخل الجيوش العربية في التصدي لأي إضطرابات تحدث في دولهم.
وفي ذات الوقت يصفقون لنشر الحرس الوطني الأمريكي ويتنظرون دخول الجيش الأمريكي إلى المدن ، ولم نسمع منهم من يتهم الرئيس ترامب بأنه يبحث عن التمسك بالحكم وإفتعال المشاكل القاتلة في المجتمع الأمريكي، وهي التهم الجاهزة والتي تم توجيهها من قبل السياسيين الأمريكين للرؤساء للعرب بأنهم يضحون بالشعوب من أجل البقاء في السلطة، وهذا جميل كلامهم في السابق لحماية الشعوب حسب رأيهم، واليوم أصاب هؤلاء البكم والصمم والعمى، ولم يعد أي منهم قادر على إنتقاد تهديدات الرئيس ترامب للشعب الأمريكي، وكأنه يحق لترامب أن يكون سفاحاً يحارب شعبه فيما يمنع هذا التصرف عن الآخرين متناسياً بأن المجرمين أخوة في الضلال.
ولإقناع الشارع الأمريكي والعالم بأحقية وصواب فعل الحكومة في سحق المعترضين فقد أطلق أنصار ترامب العديد من الألقاب على المتظاهرين، فوصفهم البعض بالفوضويين وآخرون قالوا عنهم بأنهم يستخدمون العنف وأنهم أصحاب أجندات سياسية، فيما ذهب أعقلهم أو أجهلهم إلى أن ما يجري كارثة كون البعض في مينابوليس يقومون بنشر مبدأ جديد يتعارض من النهج الأمريكي، ولن يتوقف الأمر عند ذلك الحد، حيث أتوقع أن يقوم الرئيس الأمريكي بتصدير القضية إلى الخارج، بإتهام أطراف خارجية بدعم المتظاهرين بغية وصولهم إلى ثورة ضد العنصرية تدمر قائدة الحرية في العالم.
لذا فلا غرابة إذا خرج علينا سياسي أمريكي أو أي من الفريق السياسي للرئيس، ليوجه أصابع الإتهام صوب الصين وروسيا وإيران ويصف ما يجري بأنه مؤامرة كونية، وان السبب في إثارة ثورة ضد العنصرية في البلاد يعود لفشل مؤامرة الصين ونجاح ترامب في التصدي لجائحة كورونا التي تهدد الولايات المتحدة، وكان سببها فايروس كوفيد -19 الصيني المنشأ، وأن هذه الدول المتآمرة على الحرية والديموقراطية الأمريكية هي سبب التضخيم الإعلامي لما يجري، وقد يتم إتهام هذه الدول بتزوير شريط فيديو مقتل الأمريكي الإفريقي، وربما تعلن الولايات المتحدة وتقنع مواطنيها بأن غاية الغادرون مما يجري هو إثارة الشارع الداخلي، حتى لا تتفرغ الولايات المتحدة للتعافي الإقتصادي من كورونا وقيادة العالم الحر من جديد.
وهنا ربما نجد جميع وسائل الإعلام الامريكية تهتف للرئيس وتلعن بكين وطهران وموسكو، وتطالب بالثأر ممن أساءوا وشوهوا الوجه الأبيض للبيت الامريكي الذي لم تؤثر في لونه الدماء التي سُكبت حتى الآن، ويبدو أن القادم سيكون صعباً على الولايات المتحدة في ظل وجود يميني متطرف على سدة الحكم لا يُفرق بين الدماء الأمريكية ودماء بقية العالم، ويظهر ان سيل الدماء يغرية حتى لو كان دم أبناء شعبه، لذا فإن القادم قاتم لحين نهاية الإنتخابات وخروجه من اللعبة السياسية للأبد.