أحرف و سطور... بقلم: منال محمد يوسف

أحرف و سطور... بقلم: منال محمد يوسف

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٩ مايو ٢٠٢٠

و ما بينهما تولدُ الكلمات .. تزهرُ الآمال و تُكتبُ رواية الحياة أو رواية كلّ مجروح
قد تولدُ القوافي أنجماً و أقماراً
قد تولدُ أشجاراً يتدلى منها "قنديل الأماني "
قد يولدُ الصباح في مقلتيّ طفل جائع
يقول : أريدُ  خبز الحياة ,أريدُ بعض أنجمها
أريدُ ألاّ يطلُ علينا "قمر الحرمان "
إذ  قُتلت و شُردت القصائد والأحرف
شُردت و كأنّها أحرف تتوه السطور
أحرف نكتبُ حكاية من وجعٍ ونصوغ علائم فجر
و إن رُسمت على شكل أبيات شعرٍ ونصوص
أحرف وسطور
و قد تحنُ أقلامنا إلى محبرة النُّور
تحنُّ إلى ملاذها الأزليّ والأبدي ..
إلى أرغفة تُخبزُ بدمع الأيام ربّما , تُخبز من قمحٍ نشتاقُ إلى سنبلاته الخضر ..
و إلى الإعجاز التكوينيّ..
أحرف وسطور
تلك القصيدة التي  تنام ملء الجفون
كأنّها تكتبُ مرثيات من شوقٍ تُهدى إلى ذكرى المتنبي
تُهدى و كأنّها تلك الروايات التي لم تُكتبُ بعد
أو ربّما تبحثُ عن أبطالها , تبحثُ عن أحلامهم إذ لم تتلاشى بعد
عن أناشيد وقتهم الجريح
عن من يُفسر لهم سرّ احلامهم التائهات ..
أحرف وسطور
و تُجدلُ الشعائر ونكتب قصائد مجروحة الخاطر
 وننادي ذاك الطفل الذي على ضفتيّ نهر الحياة
و كأنّه صوت الوجع الحائر 
قد تشبه ذواتنا المكسورة "ذوات الأمل الصريع "
و قد نكتب ألف الحكاية وياء نهايتها
نكتبها من أجل أن تستقيم بعض القوائم و بعض الزوايا
المتعرجة ربّما ..
ما بين الأحرف والسطور
قد يفضُّ عذب الكلام , ولحن الأمر المشتهى
و قد يستقيم ظلُّ الأشياء , يستقيم نورها السائر
نورها الذي يجب أن يولدُ من ذواتنا كالحلم القادم
من "أزمنة الطين الأولى " و ما زال طيف ظله مُسافر إلينا
أو هكذا يجب أن نتخيل الأمر
 وجوازم أفعاله القمريّة والشمسيّة معاً ..
أحرف وسطور
وما زالت ذواتنا تشتهي أن  تودع ذواتنا و بوارق أحلامنا بين سطرٍ و آخر
"تشتهي " و نشتهي معها أن  يُظلل النّور جوازم الحلم الواعد
 وأن يُزرعُ لنا قمح التمنيّ و بقايا الشتول
 و يُّرسمُ شراع الحلم الأخضر و وروايات و نثريات تحملُ اسم الفاعل و نور المفعول
يُرسم بين أنجمٍ مشتاقة الحنين , مشتاقة الودِّ و دمعه الهاطل
بين الأحرف والسطور
قد نبني عوالم من كلماتٍ و نضع الأنجم في مدارات لا تشبه وجه المساءات , نضعها بين صفحات ما نكتب
 و  نرسمُ ذوات الحلم المجروح ..
بأن صفحات الحياة تزهرُ إذ ما قيلَ
ألاّ ليته ينجلي سواد الغيوم
و يتحقق كلّ ما يتمناه المرء و ما ينثره على بياض الورق
بين الأحرف والسطور