أقبية السّمّ !.. بقلم: هني الحمدان

أقبية السّمّ !.. بقلم: هني الحمدان

تحليل وآراء

الأحد، ١٧ مايو ٢٠٢٠

بعيداً عن أوضاع الناس ومواجعهم من الأسعار وقلة الدخول غير المتناسبة أبداً مع ما يحصل من غلاء فاحش جداً ،وتحول شريحة واسعة من العباد إلى مستويات شديدة من الفقر ، لدرجة لم تعد تستطع سد لقمة عيشها يومياً ، تأتي أخبار الغش بالسلع والمواد الغذائية لتزيد في طنبور الفقر والعوز وقلة الأفق نغماً فوق معاناة ضاربة وبقوة لدرجة الاختناق …فالنداءات والإشارات إلى من برعوا و مازالوا يتلاعبون بصحة العباد ،بلا رحمة أو ضمير يردع ذواتهم الدنيئة ،لم تُجدِ نغعاً وما زالوا يسرحون ويمرحون ،يصلون بألاعيبهم وغشهم إلى الطعام والسلع وكل شي ،يغشون ويغشون ،و(يغبّون) المال ،وعند الواقعة يتم تسجيل الضبوط .
طامة كبرى مايحصل من ارتكابات في الأقبية والمستودعات من تلاعب وغش فاضحين.!
أيها السادة : أشخاص محتالون وقليلو الذمة والأخلاق يقومون بإدخال مواد غير صالحة للاستهلاك الآدمي، ويبيعونها على آنها صالحة.
واليوم تم الكشف عن ضبط طن من التمور التالفة الفاسدة تخلط لتستخدم في صناعة الحلويات والأطعمة الأخرى لتقدم للمستهلكين، وقد يكون للأطفال نصيب منها ،وقبلها بأيام قليلة كميات من بقايا الدجاج تفرم لتجهز وتباع لتصل إلى موائد وبطون العباد ،فأي غش هذا الذي زادت مستوياته كثيراً ، والمتلاعبون يتفننون بأساليب الخداع لإيهام المواطن المستسلم بسلامة الغذاء والمواد التي يشتريها و بأعلى الأثمان ؟
أمام تجاوزات خطيرة كهذه لابد من شن حملات مكثفة على مستودعات الأطعمة والأغذية والسلع أينما كانت ، تلك المستودعات المنتشرة هنا وهناك وربما تحت أقبية الأبنية ،وهي مخالفة وتغص بالأخطاء والتجاوزات ، من تعبئة للمواد والزيوت وغيرها الكثير ، ما يستدعي حملة مستمرة بلا هوادة ، فهؤلاء الجشعون بلا أخلاق أو ضمائر ، لا يعرفون سوى امتصاص دم المستهلك ،وأفعالهم لم تعد معقولة ووصلت إلى حد الجنون ..فالسجن لم يعد حلاً لردعهم ولا الغرامات المالية حتى. بل يستحقون أكثر ..!