رواد ومشتركين لا زبائن. بقلم: خالد الشويكي

رواد ومشتركين لا زبائن. بقلم: خالد الشويكي

تحليل وآراء

الأربعاء، ٦ مايو ٢٠٢٠

الكثيرون في بلدنا ينظرون إلى الأندية على أنها استثمارية ونسوا أو تناسوا بأن هذه الأندية هي رياضية واجتماعية أيضاً ويجب أن يكون لها رواد ومشتركين وليس زبائن.
وللأسف ومنذ فترة ليست بالقليلة لم نجد أنديتنا تنظر إلى الحالة الرياضية والاجتماعية بالطريقة المثلى التي نراها في الأندية في الدول الأخرى, فمن خلال زياراتنا إلى العديد من الأندية في الدول المجاورة لاحظنا مدى الاهتمام الذي ينشده المجتمع لهذه الأندية التي تعتبر بالنسبة لهم الملاذ الوحيد يستمتعون فيها بقضاء أجمل أوقاتهم الرياضية والاجتماعية ويبنون من خلالها علاقات اجتماعية رائعة وهم يعدون كمشتركين أساسيين فيها باشتراكاتهم السنوية ومن خلالها تقوم مجالس إدارات الأندية لديهم باستثمار أماكن في النادي بشكل ذاتي والاستعانة بكوادر النادي نفسه سواء أكانت مطاعم أو محلات تجارية وغيرها والتي تليق بالنادي وإسمه وتراهم يعملون برقي وبلباس مخصص لهم وهذا كله يرفع من شأن النادي وسمعته التي يحملها ومع الوقت نرى إدارات مجالس الأندية تتوسع ببنيانها وبمنشآتها ذاتياً وبعيداً عن المستثمرين الذين يدخلون تلك الأندية وكأنهم المالكين لها وتراهم يمارسون جشعهم الذي يولدونه في هذه الأندية والتي تصبح مع مرور الوقت مزارع خاصة بهم وبعائلاتهم يتحكمون فيها كما يشاؤون كما يحدث في الكثير من أنديتنا التي أصبحت تدار بعقل استثماري بحت بعيداً عما يحمله النادي من صفة رياضية واجتماعية ويصبح النادي من خلال المستثمر وعائلته مكاناً يسمح فيه بتقديم كل ما هو مضر بالرياضة والرياضيين وعلى رأسها التدخين والأراكيل وهو ما نراه مؤسفاً بحق هذه الأندية التي غابت عنها الروح الرياضية وغلب عليها المطاعم والصالات الخاصة وغيرها من الأمور التي نرى أنها مضرة للرياضة.
ولذلك ما نتمناه من المعنيين برياضتنا أن يعيدوا النظر بالاستثمار وأن يعملوا على ايجاد طرق للاستثمار الذاتي للأندية بعيداً عن المستثمرين الذين يدخلون ليستثمروا بكل شيء جاهز منشآت بالملايين إن لم تكن بالمليارات توضع بين أيديهم مقابل تقديمهم مبالغ تعد زهيدة أمام هذه المنشآت الضخمة والتي سرعان ما تصبح أماكنهم التي يتحكمون بها وتنعكس سلباً حتى على رياضيينا في بعض الحالات التي تتطلب حجوزات لهم ضمن منتخباتهم .