تركيا... والأمن القومي العربي.. بقلم: د. أيمن سمير

تركيا... والأمن القومي العربي.. بقلم: د. أيمن سمير

تحليل وآراء

الأربعاء، ٦ مايو ٢٠٢٠

يتعرض الأمن القومي العربي منذ 2011 لأخطار متعددة، لكن ما تقوله وتفعله تركيا هذه الأيام تجاوز كل الخطوط الحمراء، فأنقرة تعمل وبشكل علني ومفضوح ضد الدول العربية في المشرق العربي والخليج وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي، دون مراعاة لقواعد العلاقات الإقليمية والدولية، ودون اعتبار للعواقب التي يمكن أن ترتد عليها داخلياً وخارجياً، فما هي حدود الأخطار التي تمثلها تركيا على الأمن القومي العربي؟ وما هي الأوراق العربية لردع هذا العدوان التركي على الأراضي والمصالح العربية؟
من يراجع السياسة التركية التي ينتهجها أردوغان يتأكد أنها خلاصة لتحالف «فاشي يميني» يجمع بين التنظيم الدولي للإخوان والقوميين الأتراك أنصار العثمانية الجديدة، ولهذا يرتكز المخطط التركي على التحالف مع خلايا الإخوان في المنطقة العربية، والسعي لاستهداف المؤسسات والقيادات العربية، وصولاً لهدم الدولة الوطنية العربية، لذلك تحتل تركيا مساحات كبيرة من شمال العراق حتى «معسكر بعشيقة»، وتدرج في ميزانيتها ما يسمى «بالليرة الموصلية» كأكبر دليل على أطماعها في كل شمال العراق حتى الموصل، وفي سوريا «تستخدم النموذج القبرصي» لتثبيت احتلالها لشريط حدودي يمتد من الحدود العراقية السورية شرقاً وحتى ساحل البحر المتوسط غرباً، وهي تحلم بتكرار تثبيت احتلالها لسوريا كما فعل القوميون الأتراك عندما احتلوا شمال قبرص عام 1974، وما زال الاحتلال التركي للأراضي القبرصية حتى الآن.
الدول العربية لديها الكثير من الأوراق التي لم تستخدمها بعد، فما تمارسه تركيا من تدخلات في الشؤون الداخلية العربية لم يقابل حتى الآن بالمثل، كدعم المعارضة التركية التي تكسب كل يوم أرضاً ضد أردوغان، كما أن التجارة البينية والسياحة العربية لتركيا كما هي، وما زالت الاستثمارات العربية في تركيا تمثل رقماً كبيراً، ورغم أن هناك تخارجاً للاستثمارات الغربية وخاصة الأوروبية من تركيا، لم تفعل الدول العربية ذلك حتى الآن، وفي ظل سعي أنقرة لتخريب الدول العربية وهدم مؤسساتها وجيوشها، سيكون من حق الدول العربية حماية مصالحها وأمنها القومي، بكافة السبل المتاحة.