الأمم المتحدة تحتفل بكذبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ..!!.. بقلم: صالح الراشد

الأمم المتحدة تحتفل بكذبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الأحد، ٣ مايو ٢٠٢٠

تخترع الأمم المتحدة مناسبات متعددة وبالذات للجهات التي تتعرض للضغوط الداخلية والخارجية، فاخترعت يوم المرأة وهي التي لا زالت تعاني من القهر ، ويوم العدالة الاجتماعية المفقودة في العالم بقرار من الأمم المتحدة ذاتها، ويوم السعادة الضائعة بفضل قرارات الحرب والحصار، وقيام الأمم المتحدة بمنح الدول الباغية توكيل بقتل الشعوب الآمنة، واليوم الدولي لضحايا الإختفاء، ولو رجعنا لأسباب الإختفاء سنجد ان ذراع الأمم المتحدة طويلة في صناعتها والتسبب بها ثم تدعوا العالم إلى مكافحتها.
الأمم المتحدة والتي يشبه دورها "التيس المستعار" ، حيث تُحلل كل محرم وتُبيح كل ممنوع ، فالدماء المحرمة بقرار أسود يصدر من بيت العالم تصبح مستباحة وجائز إراقتها وإحتلال أراضيها، "فالتيس المستعار" قادر على فِعلِ الأعاجيب وقلب الحقائق والتلاعب بالألون، فضاع الحق في فلسطين وتم تدمير العراق وقُصفت اليمن، وبيعت النساء في البلقان كالخراف، دون ان نجد رداً حقيقياً من الأمم المتحدة التي أصيبت بالصمم والخرس والعمى، فهي وأذرعها الخبيرة والمنتشرة في شتى بقاع العالم لم يشاهدوا النساء في سوق النخاسة ولا المذابح الجماعية ولا الجوع والقهر، فهيئة الأمم تتحرك بإتجاه واحد وهو دعم الدول القوية التي تصدر كل الرذائل.
واليوم، يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، ولا نعلم ماذا تقصد الأمم بهذه الحرية، فهل هي بعدم قدرة الصحفيين على إنتقاد دولهم أو المتنفذين فيها  أو حمايتهم من طلقات المحتلين والغزاة والقتلة المأجورين، كما حصل مع الاردني طارق أيوب الذي استشهد بطلقات القوات الأمريكية في بغداد، ومقتل الصحفية المالطية دافني كاروانا جاليتسيا بتفجير سيارتها، والصحفي جمال خاشقجي الذي قتل في السفارة السعودية في تركيا وغيرهم من الصحفيين الذين روت دمائهم ساحات الحروب أو قتلوا في حوادث بشعة،  لكن الغريب أن الأمم المتحدة لم تتخذ أي فعل أو رد  فعل أو أي إجراءات بحق الفاعلين،  بل التزمت الصمت عن الجرائم لنجد أنها بصمتها تحولت إلى شريك كامل الشراكة في عمليات القتل.
ان المطلوب من الأمم المتحدة إصدار تشريعات توفر الحماية الكاملة للصحفيين، لكنها وللحق لن تكون قادرة على ذلك كون من يرتكبون الجرائم دول متنفذة في الأمم المتحدة، وبالذات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وهما الأكثر قتلاً للصحفيين في العالم، لذا فإن الحاجة إلى قوانين صارمة تحمي الإعلاميين في شتى بقاع العالم أصبح مطلباً إعلاميا قبل قيام اليونسكو بنشر رسالة لا تسمن ولا تغني من جوع، تثمن دور الإعلام الذي أصابه الملل من كذب المنظمات العالمية، لكن هل ستملك الأمم المتحدة القدرة على إصدار تشريعات مناسبة وكافية لحماية رجال السلطة الرابعة، أم ستبقى كالفزاعة لا تخيف إلا الطيور رقيقة القلب فيما النسور تعتبرها منطقة للراحة من أجل الإنقضاض على فرسيتها من جديد .