رمضان حزين بروح اليقين ..!!.. بقلم: صالح الراشد

رمضان حزين بروح اليقين ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ أبريل ٢٠٢٠

تستقبل الأمة الإسلامية شهر رمضان الفضيل وجائحة كورونا ترعب العالم وتؤرق علمائه، فرمضان شهر الغفران والفتوحات والنصر يهل على الأمة بتحديات كبيرة تفوق الخيال ولكن يحتملها الصابرون، ففي هذا الشهر كانت معركة بدر ،غزوة تبوك ،فتح مكة ،معركة القادسية ،فتحت جزيرة رودس، فتح الأندلس، معركة الزلاقة ،معركة عين جالوت، معركة حطين، معركة بلاط الشهداء، فتح عمورية وآخر الحروب العربية مع الكيان الصهيوني، وفي رمضان فتك الطاعون بالمنطقة، وتوفي عدد كبير من المسلمين وحاق المرض بالمنطقة في شهر رمضال الفضيل مرتين، فرمضان شهر التعب والمغفرة وشهر البطولات والفتوحات والأهم هو شهر الصبر على الإبتلاء.
رمضان في هذا العام سيكون مؤلماً، بسبب صعوبة الصوم في ظل إنتشار مرض كورونا الذي يعتبر شرب الماء أحد طرق الوقاية منه، وبالتالي فإن الصوم سيتسبب في عدم شرب المياة وهو ما جعل بعض الدول تفكر جدياً في إلغاء الصوم لهذا العام، وتأجيل الصيام بعد إنتهاء إنتشار المرض الخطير، ولا يختلف حال رمضان للشعوب العربية في هذا العام عن سابقيه بسنوات قلائل حيث الإعتصامات في القاهرة وعمان والمنامة وبيروت وعموم فلسطين، والحرب في سوريا واليمن وليبيا والعراق، والأمة جمعاء تبتهل لله أن يرفع الغمة ويعيد الأمن والأمان لجميع أوطاننا، واليوم يتكرر الدعاء ونبتهل إلى الله أن يرفع بلاء فايروس “كوفيد -19” عن العالم أجمع، فالدعاء اليوم للعموم كون المرض قد عم وطم، ولا أمن أو أمان إلا بشفاء المرضى والخلاص من الفايروس بشكل نهائي.
وفي هذا الشهر ستخلو الكعبة المشرفة من المعتمرين الذين يقدر عددهم بالملايين، ففي شهر الصوم والغفران الذي سيبدو حزين كان يتسابق المسلمونللعمرة التي تعدل حجة مع النبي عليه الصلاة والسلام، وستتوقف صلات التراويح في جميع مساجد العالم كما توقفت صلاة الجماعة لكن لن يغيب الحنين، ففي هذا الشهر سترتفع الأكفُ صوب السماء، وسيزيد الجميع من الدعاء لرفع البلاء والوباء، في هذا العام سيشهد رمضان عودة غير مسبوقة للعاصين والمؤمنين لطاعة الله وسيزيد الرجاء والدعاء لرب العالمين، في شهر البركات والخيرات لن يكون في أوطاننا جائعين فرحمة الله بنا أن جاء المرض في شهر العطاء واليقين حيث تُبسط الايادي للسائلين.
رمضان سيحل في ليلة مباركة تُرفع فيها الأعمال لتعرض على النبي الأمين عيله أتم الصلاة والتسليم، وسنسجد لله شاكرين على رحمته بأن جعلنا إنسانيين، نشعر بكل متألم ونرأف بالمساكين، فديننا يدعوا إلى الرحمة ونصرة المظلومين، وديننا طُهر ونظافة بهما حياتنا تستقيم، في رمضان وإن غابت الصلاة في المساجد لكن لم تغب ولن تتراجع نعمة اليقين بأن رب العالمين سيخلصنا من كل الشرور وسنخرج من الشهر بعيد فطر بهي طاهرين مطهرين.