قطبية إقليمية يطمح لها أردوغان .. بقلم: ميس الكريدي

قطبية إقليمية يطمح لها أردوغان .. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

الخميس، ٢٣ أبريل ٢٠٢٠

يعاودني حديث القطبية كلما تذكرت ما كتبه أحمد داود أوغلو في كتابه العمق الاستراتيجي لتركيا حول الأقطاب الإقليمية الممنوعة وقبول الولايات المتحدة الأمريكية بقطبية دولية والذي يبدو أن أردوغان يطمح لتحقيقه عكس رأي أحمد داود أوغلو ومن هنا أقول بمراجعة سريعة 
جغرافية سورية التي تسببت بكل هذا المخاض العسير لسورية هي ذاتها التي منحتها البعد الكبير في إدارة الملفات الخارجية 
وهذا مدخل للحديث عن حدود المشروع الأخطر جهة الشمال السوري 
وللمفارقة أن المد الاخواني إلى المنطقة العربية ليس من أي جهة أخرى بل هو الشمال وفقط الشمال أي جهة الحدود التركية السورية 
والدليل على ذلك أن الخليج باستثناء قطر ساعد الشعب المصري للتخلص من الإخوان وتم القطع رغم نجاح الربيع الاخواني جزئياً في شمال أفريقيا 
وعودة بالذاكرة أن إسطنبول كانت مقر الاجتماعات ضد سورية 
وأن أنطاليا كانت مركز محاولة تسويق الإخوان خارجياً حتى مع اسرائيل وهذه المقدمة للاستذكار ولتكون مدخلاً للحديث عن الخطر الاخواني على المنطقة
فبعد سنوات الحرب الطويلة والتي طرحت في بدايتها مساومة تركية على ادخال شخصيات اخوانية إلى الحكومة السورية وتم رفضها فكان نتيجتها العنف الذي شهدته سورية وتصنيع الإرهاب ليتحول لاحقاً رغم كل محاولات الاحتواء من دول مجاورة إلى عصا أردوغان للترهيب وتبديل الخرائط في المنطقة ليثبت بالدليل القطعي أن الأيديولوجيا الإخوانية هي المطروحة للإطاحة بكل ماهو عربي 
عبر سورية ممر الأيديولوجيا ومركز قوتها 
ولهذا وبعد القفز على تفاصيل أهمها العداء التاريخي بين الدولة السورية والاخوان
وصلنا إلى مفصل خطير في التسويات 
فالجغرافيا السورية القوية تصدت لمحاولات الأصدقاء والأعداء لمنع الإخوان من المشاركة في السلطة عبر نفوذ تركي واضح 
مما جعل أردوغان يقبل بتطويق المنطقة بعد عصيان الجغرافية السورية التي لم تسمح لحلفائها إلا بدعمها وفق منطقها السياسي 
ولن أتطرق للملف الكردي المعقد والذي سيعلق لسنوات نتيجة تعقيداته الكثيرة 
ولكن سأتطرق لعملية الالتفاف الاردوغانية
التي جعلته من خلال امتلاكه الحصري للمعارضة المسلحة في سورية يفاوض على نقل مرتزقته وتوزيعهم في حلقة تضيق على الخليج حتى يصل إلى تفاوض أكبر على قيادة العالم الإسلامي في محاولة لابتلاع عروبته وابتلاعه 
حيث استغل الظرف الليبي الذي تسببت به سياسات أوربية قصيرة النظر ليحاول السيطرة التامة عليه 
ومن ثم انتقل إلى اليمن ليقدم نفسه ببعد ايديولوجي مذهبي بدعم تيار الإخوان هناك والذي سيعمل على خلق تحالفات ضد المملكة العربية السعودية
ولن يكتفي بهذا الحد لأن علاقته الحذرة مع البرزاني من قبل البرزاني طبعاً ستدخله لاعباً قوياً في إدارة الملف النفطي الضخم في المنطقة 
خاصة بعد أن يبدأ بشكل واسع تحركاته في الموصل 
والبقية تبقى خاصة وأن ترامب سيحارب الصين والتي كانت مؤخراً حاضرة في البنى التحتية الخليجية والأفريقية ومن هنا سيطمح أردوغان لتجاوز الدور الروسي مهما عظمت تفاهماته معه مستغلاً كافة الأحداث الدولية خاصة كورونا التي يتمدد أثناءها 
ومقدماً نفسه قادراً على تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية 
واللبيب من الإشارة يفهم ..