نظام مابعد العولمة والحرب في بحر الصين.. بقلم: ميس الكريدي

نظام مابعد العولمة والحرب في بحر الصين.. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢١ أبريل ٢٠٢٠

المتابع لسلسلة الكتابات في السياسة الدولية والتي كنت أعلن استتباعها سيكمل معي السلسة 
خصوصاً  تبعاً لما يتم تداوله من تحليلات منقوصة لسبب ما ربما عن معرفة أو عن عدم معرفة 
نعم سيتم تجاوز نظام العولمة وقد ذكرت هذا 
كما ذكرت قطبية الصين المطلوبة لإعداد النظام العالمي الجديد و ترامب الذي يجمع الاقتصاد العالمي بإحكام في آلية تشبه ماحدث إبان الحرب العالمية الثانية ولكن بصفاقة الافصاح والتركيع خاصة بعد انتهائه من كوريا الشمالية وتفكيك منظومة البركس و مجموعة العشرين وقطع التمويل عن معظم المنظمات الدولية ناهيك عن استبعاد أوربا من القرار الاقتصادي والسياسي وتفكيك الاتحاد الأوربي باستثناء ألمانيا القوية اقتصادياً والتي سيسمح لها ببعض الشراكات 
وطبعاً ترامب يخوض الحرب العالمية الثالثة وهي حرب اقتصادية لكن لعبة الاقتصاد قد تجد فيها دول صغيرة جداً جغرافياً وديموغرافياً ولكنها قوية اقتصادياً وستتمكن من استخدام اقتصادها القوي للضغط حتى على أوربا 
ولكن ماذا عن الدور الروسي 
إذا حصلت حرب في بحر الصين فعلى روسيا أن تدفع إليها وتشارك بها بقوة إلى جانب الصين وإلا ستكون خارج المفاوضات العالمية وستفقد دورها في النظام العالمي القادم 
و طبعاً رغم دولية ما نتحدث به إلا أن سورية اللاعب الجغرافي هي التوطئة الروسية لهذا الحدث الجلل 
فإذا مررت مخطط الولايات المتحدة النفطي المرتكز في كوردستان العراق امتداداً إلى شرق الفرات ثم وصلاً مع اسرائيل باتجاه جنوب السودان سيتمكن أردوغان من إعاقة الطموح الروسي بكونه سيكون لاعب إقليمي قوي في العراق واليمن وليبيا خاصة إذا لحظنا أن الشقاق الذي قادته دولة قطر (( من الدول الصغيرة التي سبق ذكرها )) ضد دولة  الإمارات العربية المتحدة  ((وأيضاً الامارات ستفعل فعلها في قيادة مشروع آخر )) والمملكة العربية السعودية   فعل عالمي كانت له تبعاته الاقتصادية على العالم والمتتبع لخارطة المصالح القطرية وامتداداتها  وأماكن تغلغلها والتي سأنوه لها لاحقاً يستكشف المآلات الحالية بما أن النفط استراتيجيا وليس اقتصاد فقط 
ويمكن لحظ هذا في أسعار النفط مؤخراً حيث أدى تخفيض المملكة العربية السعودية لسعر برميل النفط إلى اضرار مباشر بالاقتصاد في دولة روسيا الاتحادية والجمهورية الاسلامية الايرانية والبقية تتوضح في الجغرافية السورية التي سيتبلور من خلالها بقية المشهد بين دولة روسيا الاتحادية والدولة التركية 
فإذا فشل الوصل  النفطي في المدى المنظور عبر القطع من خلال الجغرافية السورية التي ستخرج أقوى بعد كورونا أكثر من أي دولة ثم  تمكنت سورية  من قيادة مشروع آخر بين سورية والخليج  ببعد أيديولوجي عروبي ستتحسن فرص المواجهة في بحر الصين من خلال تعديل   المخطط الأولي الأمريكي  غير المنته لحد اللحظة ويضعف أردوغان القادر على التسبب بمشاكل داخلية في جمهوريات روسيا الإسلامية بالتعاون مع دولة قطر المتغلغلة اقتصادياً وأيديولوجياً هناك وهكذا يفقد أردوغان القناعة الأمريكية بريادته الاسلامية التي يريد من خلالها أن يكون عصا الولايات المتحدة الضاربة عبر مساومته في الموصل 
واليمن وليبيا 
فعروبة الاسلام تدحض نظريته في قيادة العالم الاسلامي عبر الاخوان وكل هذا لا ينجح بدون سورية مصنع الايديولوجيا ونقطة الفصل الجغرافي بين عالمين 
لا تسألوني ماعلاقة هذا بذاك 
الجواب يحتاج أفق واسع يدرك أن الخارطة الاقتصادية متتالية متكاملة وهذا لمسناه في وحدة العالم إبان أزمة كورونا