مصير واحد للإنسانية.. بقلم: ليلى بن هدنة

مصير واحد للإنسانية.. بقلم: ليلى بن هدنة

تحليل وآراء

السبت، ١١ أبريل ٢٠٢٠

كشفت جائحة كورونا الوجه الآخر المخفي للإنسان، بعيداً عن قيمه «المصطنعة» في الظروف الاعتيادية وعرى الوباء جوهر الأخلاق التي بني عليها النظام العالمي الجديد، وبين أنانية بعض الدول التي لديها من الإمكانات المالية واللوجستية ما يسمح لها بمساعدة الآخرين، حيث لجأت إلى أساليب القرصنة والقوي يغلب الضعيف، لكن نسيت هذه الدول أن الخلل ليس في نقص الوسائل لمواجهة هذا الوباء وإنما هو غياب إدارة الأزمات، وهو يمثل فرصة حقيقية لاستخلاص العبر والدروس الكفيلة بتحصين الأجيال القادمة من مختلف المخاطر والأضرار.
يمرّ العالم بلحظة عصيبة ومنعطف حاسم، يقتضي التعلّم من التجربة القاسية، الوباء كشف عدم جاهزية كثير من الدول، بما فيها المتقدمة منها، لمواجهة هذه الآفة، وبخاصة على مستوى القطاع الصحي، فهذا الوباء لا يقاوم إلا بالجهد الجماعي وترسيخ ثقافة تدبير الكوارث والأزمات بناء على رؤية مشتركة واضحة.
المطلوب اليوم هو الوعي والانخراط الإيجابي والتكيف مع ما استجد من الوضع، فكراً وسلوكاً. وغني عن القول إننا في عالم لم تعد فيه الحدود السياسية حائلاً دون تمدد المخاطر العابرة للدول، فقد اتضح جلياً أن مصير الإنسانية واحد، والوباء وما ترتّب عنه من تداعيات وارتباكات وتدابير غير مسبوقة على المستوى العالمي، يفرض إعادة النظر في الدولة العلمية والإنسانية، العالـم يجب أن يتزايـد فيه الترابط لأنه لا يمكن لأي دولـة بمفردهـا مهما تكن قوتها أن تواجه بمفردها الجائحة، والدليل على ذلك أمريكا التي تناست الخلافات السياسية مع الصين قي سبيل مواجهة النقص الفادح في المعدات الطبية، إذ لا يمكن التصدي للجائحة إلا على جبهات كثيرة وبجهود الجميع، لأنها ببساطة حرب من أجل صحة الجميع.