صراع الجبابرة ..بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

صراع الجبابرة ..بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

تحليل وآراء

الاثنين، ٣٠ مارس ٢٠٢٠

الصراع من أجل النفوذ.. والنفوذ للأقوى ولكن بماذا أقوى؟؟ مادياً.. جسدياً.. فكرياً.. روحياً.. أم كل هذه القوى مجتمعة؟؟
أي مسرحية هزلية يُطل علينا بها أصحاب القرار.. يُجسدون فيها موت الإنسانية!
صراع الجبابرة المُدمر لكل من حوله.. الصراع في أوجه.. الموسيقا التصويرية تبث الرعب في النفوس، تُجذر الهلع في القلوب.. تشتت العقول وتجعلنا في حالة ضياع.
أبطالها يعتقدون أنهم يُجسدون دورهم بجدية، ولكن الحقيقة لا تعكس إلا عبثية قاتلة.. النفق مُظلم وطويل من سيخرج منتصراً مهما كان الثمن باهظاً!
اعتقدوا أنهم إذا وجهوا ضربة قاضية لعدوهم سيكونون معصومون من آثارها، وهنا تكمن الطامّة الكبرى! فمن يُشعل النيران يستطيع إطفاءها؟؟
إنه صراع الخير والشر.. صراع الوجود ا لأزلي، ولكنها أشد الحروب التي عرفتها الإنسانية.
ألعن هذا الزمان الذي نحارب فيه عدواً لا مرئياً.. لا نعرف من أين يأتي وكيف!
يُهاجم الجميع مباغتةً!
يغتال القريب والبعيد.. لا يُفرق بين أبيض أو أسود بين غني أو فقير.. بين رئيس أو مرؤوس.. الكل يتساوى أمام هجومه!
الحدود تلاشت.. والصراخات تعالت وأعداد الموت زادت وحالة الرعب انتشرت
الكل يبحث عن النجاة، الكل يبحث عن الحقيقة.. ولا حقيقة ثابتة، إلا حقيقة الموت! الوجه الآخر للحياة.. أما من مُخلّص؟؟
حماية الإنسان تستوجب المكوث في منزله والابتعاد عن الآخرين، ولكن التواصل عبر التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي في قمته وهنا تتبلور سلطة الإعلام وقوة تأثيره.
ما أصعب أن يعجز الإنسان الاقتراب من أخ له أو صديق حفاظاً على حياته..
أي قهر نعيش في يومنا هذا؟؟
المرحلة خطرة على الوجود برمته.. كيف نواجه هذه الحرب البيولوجية؟
كيف ننتصر على عدونا؟؟ أليس الإنسان أخطر عدو على أخيه الإنسان؟؟
صراع الجبابرة فيه الهلاك للجميع وربما يُنذر ببداية النهاية!
لا مكان للضعيف.. لا مكان للجهل..
الحلقة الضعيفة تنكسر وينفرط لها العقد، نحتاج للقوة في جميع أبعادها!
لا سلاح يفوق العلم!
سُئل ذات يوم سقراط (كيف يعيش مع المرأة الأكثر شراسة في العالم؟)، حيث كانت زوجته "أكزانتيب" لا تطاق.. فظة وسليطة اللسان، فأجابهم سقراط: "بأنه لكي يُصبح المرء خيّالاً جيداً، فإنه يختار الجياد الأكثر جموحاً وليس الأكثر هدوءاً، لهذا فإني أنا الذي يرغب في التواصل مع الناس، قد اخترتها مقتنعاً بأنه إذا تحملتها سيكون من السهل عليّ التعامل مع الجميع ومن أي نوع كانوا".
الحرب التي نواجهها اليوم ليست ككل الحروب
إنها الأشرس وتتطلب درجة عالية من الوعي، تتطلب اليقظة.. تتطلب الهدوء وتفكر الحكماء!
المرحلة خطيرة، ولكنها انتقالية ماذا بعدها؟
إذا انتصرنا عليها القادم أعظم!
فلنستعد للمواجهة ولنستجمع قوانا، فنزيف الموت لا يتوقف إلا في حال اجتماع الجبابرة.