كفاكم ظهوراً!!.. بقلم: سناء يعقوب

كفاكم ظهوراً!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الأحد، ٢٢ مارس ٢٠٢٠

كم هي مؤلمة تلك الأرواح التي تنازع الموت مرمية على الأرصفة, وكم يدمي القلب ما نراه من مشاهد عن أحبة فارقوا الدنيا من دون أن يستطيع أقاربهم أن يعانقوهم للمرة الأخيرة!!
الفيروس المتنقل أصاب العالم من دون أن تستطيع الجهات الطبية في أكثر الدول المتطورة تقديم يد العون للجميع, كل ذلك يحدث ولا نزال في بلدنا نسأل إلى أين, وهل ما نراه حقيقة أم محض خيال أو حتى كابوس؟!
الحكومة بادرت في اتخاذ إجراءات احترازية في إطار التصدي لـ«كورونا», والمواطن حائر بين خوف على حياته وبين لقمة عيشه, وبين استهتار كوميدي لا حدود له من قبل بعض الناس!!
الكثير من المواطنين لم يتعاملوا بجدية مع فيروس الموت المتنقل, بينما بعض المسؤولين وجدوها فرصة للظهور الإعلامي, وبمواكبة صحفيين وكاميرات ومديرين ومرافقين, وهم الذين يؤكدون بضرورة إلغاء التجمعات! والغريب أن تعقيماً من هنا وشطف بعض المباني من هناك لا يستحق تلك الحشود من المرافقين والتصوير وتصريحات لا نفقه منها شيئاً!!
سيل من المعلومات, وتكهنات على مدار الساعة يستقيها المواطن من وسائل التواصل الاجتماعي وكل على صفحته صار خبيراً!
الحكومة حاولت ببضعة تدابير حماية الأرواح, ولكن من يحمينا ويحمي لقمة عيشنا من أصحاب مال استبدوا وأحكموا قبضتهم على الأسواق؟
أعراض فيروس «كورونا» كما أعراض فيروس الجشع لدى تجارنا, حرارة وغليان في الأسواق, وضيق وصعوبة في التنفس لمواطن يواجه وحيداً ارتفاع أسعار المواد والسلع, ويبدو أن وزارة «صدمة المستهلك» أراحت الأسواق والتجار, واكتفت ببضعة قرارات زادت الطين بلة, وليس آخر تلك القرارات ما يتعلق بمادة الخبز الذي صار على ندرته يتجاوز سعر الربطة منه 250 ليرة!!
سنوات طويلة من الحرب بقي فيها شعبنا صامداً, واليوم ذلك الفيروس يحتاج من الحكومة والشعب التكاتف لمواجهته, وإن كانت سلامة الناس فعلاً هي الغاية, فليخفف بعض المسؤولين من استعراضاتهم وليعملوا على أرض الواقع بصمت, ولعل البداية تكون بإلغاء طوابير أثقلت كاهل المواطن انتظاراً ومرارة!