إنهم يصنعون الحرب .. وكورونا البداية..!!.. بقلم: صالح الراشد

إنهم يصنعون الحرب .. وكورونا البداية..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الخميس، ١٩ مارس ٢٠٢٠

ستنتهي أزمة فايروس كورونا وتختفي من الوجود, وسيلحق المرض بعديد الأمراض التي أصبحت في طي النسيان, وسيتذكر العالم بعد سنوات أن هناك فايروس أرعب العالم يحمل هذا الإسم, وسط تراشق الدول التهم حول أصل المرض وأُصوله وجذوره, الصين تحقق وتفتش جميع المناطق التي زارتها الوفود القادمة من الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب يصف الفايروس بالفيروس الصيني في لفتة عنصرية بغيضة, وكل من الدولتين تبحثان في حسابات الأرباح والخسائر قبل الجلوس على طاولة المفاوضات أو البدء بإطلاق الصواريخ المُعدة مسبقاً قبل تفشي الوباء في غالبية دول العالم.
القراءة الأولية مما يجري تُشير إلى أن الحرب قادمة لا محالة, وان المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ستكون من نوع مختلف وقد تكون حرب عالمية شاملة, بعد أن أدخلت الحكومة الأمريكية عديد دول العالم في هذا الصراع سواءاً بالخديعة أو بالإكراه, وكذلك فعلت الصين التي ستستفيد من علاقاتها مع عديد دول العالم, فالولايات المتحدة تتهم الصين بأنها قامت بلعبة اقتصادية عالمية بنشر الفيروس وسط ضجة إعلامية ضخمة حتى تُقنع العالم بأن الوضع خطير في الصين, وبالتالي استغلت نظرية “راس المال جبان”, ليقوم المسيطرون على شركات التكنولوجيا ببيع أسهمهم الى شركات صينية, ليصبح رأس المال ومرابحه ملك للصين.
في المقابل تتهم الصين الولايات المتحدة بأنها اصل المرض والشرور التي تلاحق دول العالم, وأنها تسببت في ضرب الاقتصاد الصيني في مقتل, حيث جمدت مبيعاته بسبب نشر المرض والقيام بحرب إعلامية من نوع خاص ومنظم, بحيث جعلت العالم يغلق طريقة إلى الصين ويبحث عن مصدر صناعي آخر, وطبعاً هذا المصدر معروف ومعلوم, وبالتالي تخلصت الولايات المتحدة من البضائع المُخزنة في مستودعات الشركات والمصانع الأمريكية والتي لم تكن قادرة على منفسة البضائع الصينية, بل ان الولايات المتحدة كادت تدخل في مرحلة كساد مرعبة, وهي كارثة إقتصادية لم تكن ستخرج منه واشنطن سالمة.
لأى هذه المرحلة هي مواجهة بين دولتين تبحثان عن السيطرة على أموال العالم, لكن الولايات المتحدة استعانت بمنظمة أوبك للضغط على الدولة الأقرب إلى القلب الصيني وأعني هنا روسيا, لينخفض سعر النفط إلى أرقام غير مسبوقة, لا سيما أن روسيا هي الأخرى ضغطت لزيادة الإنتاج, وبالتالي كان الضرر المالي مشتركاً بين أوبك وروسيا, وفي علم الاقتصاد لا يمكن للمتنافسين أن ينقادوا إلى الخسارة طائعين إلا إذا كانت فوائد ما بعد الخسارة تفوق الخسائر المالية الضخمة, فروسيا قد تستفيد من علاقاتها مع الصين في السيطرة المشتركة على التكنولوجيا الحديثة في العالم, وأوبك سترفع سعر النفط بعد أن تقوم الولايات المتحدة بحرب أو غارات على الصين بعد أن أصبح قصف إيران غير مجدي مالياً ولا عسكرياً.
ما بعد كورونا سيكون مرعباً وسيتمنى العالم لو بقي هذا المرض اللعين, فالحرب إن اشتعلت بين الدولتين العملاقتين ستكون حرب لا رابح فيها وستصل الأضرار إلى شتى بقاع الأرض, فالقارة الأوربية عدا روسيا ستقف مع الجانب الأمريكي وكذلك عديد دول منطقة الشرق الأوسط, فيما ستجد الصين دعماً عسكرياً وسياسياً من روسيا وإيران وكوريا الشمالية وأوكرانيا, وهذا يعني عودة الأحلاف وسيحلم الكثيرون بالدخول في مرحلة اللاحرب واللاسلم, لكن هذا أمر صعب كون الصورة القاتمة القادمة من واشنطن وبكين تبحث عن حرب ولا شيء غير الحرب.