هل المال لعنة بيد العرب وخير بيد الغرب ..؟!!.. بقلم: صالح الراشد

هل المال لعنة بيد العرب وخير بيد الغرب ..؟!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٨ مارس ٢٠٢٠

تقف الشعوب والحكومات العربية الغنية والفقيرة مقيدة الأيدي، وتنتظر أن تكتشف المختبرات الأمريكية والصينية والأوروبية علاج لثاني مصائب القرب الحادي والعشرين, المتمثل بفايروس كورونا صاحب الأصل المجهول والهدف المعلوم, والذي جاء ليكمل ما بدئه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب, الذي يُعتبر المصيبة الأولى للأمة العربية كونه نهب أموالها وقدمها مع خدماته القيمة للكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين, وقد يكون صاحب المشورة باستقدام المصيبة الثانية، وللأسف لم نتعلم من المصيبة الأولى وظلمها وقهرها لكل ما هو عربي فإننا لن نتعلم من الثانية ونغير نهج تفكير دولنا ونستغل بالإيجاب أموالنا، والسبب لا يخفى على أحد وهو أن أصحاب القرار في أمتنا لا يتعلمون إلا ما يبقيهم في مناصبهم.
 
ففي الوقت الذي إرتج فيه العالم من الجندي الميكروبي كورونا, وتنادى للبحث عن طريقة للخلاص منه، ورصد المليارات لوقف إنتشاره والحد من خطورته, كانت خير أمة أُخرجت للناس تقف كتماثيل العصر الجاهلي, تنتظر حراك غيرها لإنقاذها من موت شبه محقق, بعد أن حولت ما يُطلق عليها مراكز الأبحاث إلى متاحف للشمع , لنجد أننا ورغم الثراء الفاحش لا زلنا ذلك الوحش المُستهلك لصناعة الغرب فنسير في ذات الفلك بقوة وفي كل شيء، لأننا إعتادنا الإعتماد على الآخرين لنبقى دوماً في نهاية السلم, وبالتالي فقد تحولنا في القرنين الأخيرين من صُناع حضارة إلى عبء على الأمم, بل إننا ننير دولهم وقد أظلمت بلادنا.
 
الغريب ان المال العربي كثير كالأنهار, فالنفط والغاز جعلا العديد من الدول العربية من أثرى بلدان العالم, لكن نتاج هذه الأموال في نهضة البشرية “صفر”، فأموال الأمة تُنفق على الملذات والملهات ومشاريع ليست ذات قيمة، ونسينا أن قيمة للمال في إسعاد البشرية جمعاء والمجتمع الذي ننتمي إليه, لكن العرب تسابقوا في هدر المال بشراء الإسلحة وإفتعال الحروب وكرة القدم وإنشاء الملاعب والقصور وبيوت الفسق والمجنون , ولو أُنفق حاجزها وخازنها جزءاً من هذه الأموال على تطوير التعليم والبحث العلمي لكنا السباقين في إكتشاف ما يُسعد البشرية ويحافظ على وجودها, لكن المال في اليد الخطأ يتحول إلى نقمة, لذا يذهب البعض إلى أن ما تأخذه دول الغرب من المال العربي أفضل للبشرية من بقاءه في سجون البنوك العربية، لأن الغرب يُنفق ولو جزء منه لحماية البشرية.
 
ونجد أن العديد من أبناء الدول العربية الذين يأتمرون بجلاديهم وناهبيهم قد ضلوا طريق المعرفة ليس برغبة منهم, لكن بفضل القبضة الحديدية التي أهدرت أموال الأمة حين قدمت اللهو على العلم والشر على الخير والجهل على المعرفة, فتحولت أمتنا إلى صحراء قاحلة في مجالات الفكر والرؤيا والمعرفة, فعمت السطحية والقضايا الهامشية, لنجد أن لقاء بكرة القدم أهم من مراكز البحث العلمي ، وأن راتب لاعب “شبه أُمي” يفوق رواتب جميع العاملين في مراكز البحث العلمي, فأصبحنا أمة السراب التي يظنها العطشان ماءاً .
 
“كورونا” ذلك الوحش الصغير يُعيد إلى ذاكرتنا هولاكو الوحش الكبير، الذي إحتل بلاد العرب ونهب أنهار أموالهم, بعد أن قتل المستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية، ووضعه في “شوال” وأمر الجميع بركلة حتى الموت, فهل يضع “كورونا” من نهبوا المال العربي وخزنوه في بنوك الغرب في ذات “الشوال” ويركلهم حتى القبر, لأن هذا المال وُضِعَ في غير مكانه, فكان سبباً للكوارث ودمار أمتنا التي هوت بفعل المال الملوث بدماء أبنائها ولم يكن سلاحاً لإنقاذ الأمة، فأصبح هذا المال سوءة من سوءات العرب بدل أن يكون فضلاً يُشير إليه العالم بالبنان.