الأخبار |
الرئيس الأسد للوزراء الجدد: تغيير الأشخاص ليس هدفاً بحد ذاته بل وسيلة وأداة لرفع أداء وسوية العمل  المقداد يزور القاهرة لإجراء مباحثات حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين  مقارنة برمضان الماضي.. الأسعار ارتفعت أكثر من 100 بالمئة  موسكو توقف صحافياً أميركياً بشبهة «التجسس»... وواشنطن تطلب «مغادرة مواطنيها»  مقتل تسعة جنود أميركيين جراء تحطم طائرتَي هليكوبتر  أهالي طرطوس يطلقون نداء استغاثة لتخليصهم من “السرطان الجاثم فوق صدورهم”  موائد رمضان السوريّة: لا العين تأكل... ولا «التم» يشبع  مع تعدد الأسباب.. معدلات الحاجة تزداد .. والتسول بوابة الآلاف للارتزاق  «ميليشيا بن غفير» على طريق الولادة: الفلسطينيون هدفـاً جامعاً  قوات كييف تعلن استخدام القنبلة الأمريكية "الذكية" JDAM  إيران تطلب توضيحاً من أذربيجان حول «الشراكة الاستراتيجية» مع إسرائيل  دعوات لإحداث وزارة الشباب والرياضة في سورية بقياداتٍ شابّة  الاحتلال يغلق أبواب الأقصى.. وشهيد عند باب السلسلة  الدرس الأندونيسي عبرة ورجولة.. بقلم: صالح الراشد  عبداللهيان من موسكو: «الاجتماع الرباعي» يُعقد الأسبوع المقبل  إصابة عسكريين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف محيط مدينة دمشق  الاجتماع الرباعيّ يلتئم أخيراً.. أنقرة - دمشق: مفاوضات التفاصيل الدقيقة  روسيا وإيران تقتربان من توقيع اتفاق تعاون إستراتيجي طويل الأمد  إندونيسيا تخسر الاستضافة ولا تستقبل إسرائيل  فلسطين تحيي يوم الأرض: غليان متدرج مع أيام رمضان     

تحليل وآراء

2020-03-13 05:13:02  |  الأرشيف

اللاجئ اليوناني الخواجا بنايوتي.. بقلم: رشاد أبو داود

البيان
في شارع الخياطين بالزرقاء كان ثمة مخبز هو الوحيد الذي يبيع الخبز الأفرنجي الذي يسمى الآن خبز الحمام أو السمون، أيامها في الستينيات، كان يسمى خبز «الفينو»، ولا أدري أصل التسمية، ربما فرنسية أو يونانية. صاحب المخبز كان الخواجة بنايوتي. رجل في متوسط العمر، ابيض الوجه بشاربين مهذبين. يتحدث العربية بطلاقة بحيث لا تشك انه ليس عربياً. لكن اسمه كان يستوقفنا ونحن صغاراً.
سألت أبي ذات يوم عن سر الخواجة والاسم «بنايوتي». أجابني أن الرجل يوناني. ولم يحك لي عن التفاصيل. نسيت الموضوع ونسيت خبز الفينو الكبير المستطيل المنفوخ حد الشبع لمجرد رؤيته، الشبيه بخبز التوست الآن.
في الكويت، كان زميل لنا صحافي مخضرم وسكرتير تحرير الصحيفة التي عملنا بها. طبعاً كان ضليعاً بالعربية وأستاذاً مثقفاً في الأدب العربي. استوقفني اسمه وهو الياس خريستو وجنسيته السورية.
أثناء السنوات التي عشتها في دمشق حين كنت أدرس الأدب الانجليزي بجامعتها، لم يمر علي عائلة سورية باسم خريستو. سألته بخجل ذات يوم عن سر الاسم. أجاب مبتسماً «أنا أصلي يوناني، هاجر أهلي من اليونان هرباً من النازية أثناء الحرب العالمية. ولدت أنا في دمشق، تحدث أهلي اللهجة الشامية، تعلمت في مدارسها، وأصبحت عربياً سورياً.
تذكرت الخواجة بنايوتي والياس خريستو وأنا أشاهد اللاجئين السوريين الذين قذفت بهم تركيا إلى البحر والمجهول للضغط على الدول الأوروبية لأسباب اقتصادية وأخرى سياسية، يتعرضون لقمع السلطات اليونانية من قنابل مسيلة للدموع وخيار»القتل أو العودة من حيث أتيت«وما قيل عن حالات اغتصاب لفتيات ونساء.
أما المشهد الذي لا ينسى فهو تلك الخطوط الحمراء التي رسمتها بالدم آثار القسوة على ظهر الشاب السوري وتداولتها وسائل السوشيال ميديا وهو واحد من عشرات انتزعت منهم السلطات اليونانية كل ما في جيوبهم وما يستر أجسادهم ورمتهم عراة لوحش البرد والمجهول على الحدود.
كذلك أعرب يونانيون عن رفضهم مساعدة المهاجرين في الدخول إلى أراضيهم، وأظهر مقطع فيديو زورقاً للاجئين وصلوا اليونان لكن سكان البلدة هناك طلبوا منهم المغادرة ومنعوهم من مغادرة الزورق. كما أضرم سكان في جزيرة ليسبوس النار في مركز سابق لإيواء المهاجرين قرب شاطئ سكالا سيكامينياس، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
المفارقة أن التاريخ يعيد نفسه لكن من الجهة الأخرى من البحر.
ففي الحرب العالمية الثانية عندما احتل الجنود الألمان والإيطاليون اليونان، فرّ الآلاف عن طريق البحر إلى معسكرات اللاجئين في فلسطين وسوريا ومصر وليبيا. وبعدما وضعت الحرب أوزارها بدأوا في العودة إلى منازلهم، وتمكنت غالبيتهم من العودة بأمان، لكن الرحلة كانت بالنسبة لآخرين أشبه بالمأساة.
«حدث كهذا أمر يصعب نسيانه سيترك جراحاً لا تندمل ومرارة لا تشفى منها إلى الأبد» كما تقول إيليني كارافيلتسي التي كانت فرت أسرتها عام 1942 من احتلال النازيين لجزيرة كاستيلوريزو الواقعة على بعد كيلومترين من الساحل التركي.
في بداية الرحلة، أبحرت الأسرة إلى قبرص ومنها إلى معسكر لاجئين في قطاع غزة يطلق عليه النصيرات، ومكثوا هناك حتى انتهاء الحرب. وفي سبتمبر 1945، غادرت الباخرة البريطانية «إس إس إمباير باترول» مدينة بورسعيد المصرية، حاملة أسرة إيليني و500 لاجئ يوناني آخرين. وبعد مرور ساعات، اندلعت النيران على متنها، ولقي 33 يونانياً حتفهم، من بينهم 14 طفلاً.
ومن داخل حديقتها في كاستيلوريزو، تستطيع إيليني رؤية سفن وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي وهي تبحث عن مهاجرين جدد. وتستغرق في ذكريات ما حدث عام 1945.
لكن الاتحاد الأوروبي مصمم على عدم تكرار موجة لجوء 2015 فقد طار بشكل طارئ كبار مسؤولي الاتحاد إلى تركيا واليونان، ومن ضمنهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي أعلنت أن الاتحاد سيقدم لليونان كل الدعم اللازم لمساعدتها على مواجهة تدفق اللاجئين. وأضافت أن من يسعون إلى اختبار وحدة أوروبا سيخيب أملهم، لافتةً كذلك أن الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود «فرونتكس» مستعدة لمساعدة أثينا على نشر قوات على الحدود.
مصادر دبلوماسية نقلت لوكالة رويترز غضب سفراء الاتحاد الأوروبي من ابتزاز تركي عبر استخدام مآسي اللاجئين كورقة ضغط، إذ قال أحد السفراء في اجتماع عُقد مؤخرًا:«تنام مع الشيطان وتصحو في الجحيم.. هذا هو حالنا الآن».. هذا هو العالم.. الساسة يقودون البشرية إلى حيث تجري سفن أهوائهم والشعوب دائماً تغرق في بحار من اللجوء والضياع والموت.
* كاتب أردني
 
عدد القراءات : 8974

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
 

 
 
التصويت
هل تؤدي الصواريخ الأمريكية وأسلحة الناتو المقدمة لأوكرانيا إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
 
تصفح مجلة الأزمنة كاملة
عدد القراءات: 3573
العدد: 486
2018-08-06
 
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2023