العالم في سجن الكورونا..!!.. بقلم: صالح الراشد

العالم في سجن الكورونا..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٠ مارس ٢٠٢٠

توقف الطيران بين عديد الدول، وتم فرض الحصار على بعضها، وطلبت الدول من مواطنيها عدم السفر إلا للضرورة القصوى، بل طالبت بعض الدول مواطنيها بعدم الإنتقال في ذات الدولة إلا لحاجة هامة، وتم تعطيل المدارس والجامعات ومنعت الأفراح والأتراح والمسيرات والإعتصامات والتجمعات وأُغلقت المقاهي ودور العبادة، فأصبحت الدول حبيسة كورونا، ففرضت على نفسها الحصار.
لم يكن الحصار بحاجة إلى قرار من مجلس الأمن ولا يحتاج إلى جيوش ومدافع، بل ان الدول العظمى والتي كانت تستمع بحصار الشعوب وتتلذ برؤية أبناء هذه الدول يسقطون الواحد تلو الآخر أصبحت محاصرة أيضاً بقرار داخلي، فتعادل القوي والضعيف والغني والفقير فجميع الدول في الهم "كورونا".
فالصين الدولة العظيمة أصبحت في مهب الريح وكذلك إيطاليا وإيران وكوريا، فأغلقت الأبواب والحدود وأصبحت شعوبها تنتظر القضاء والقدر ، بل يخفق قلب مواطنيها مع كل طارق على الباب أو جرس الهاتف فالخبر السيء سريع الوصول والإنتشار وكذلك كورونا، وانتشر الخوف بين بقية دول العالم في ظل زيادة قوة الحصار مما يعني أن كل منها ستلاقي مصيرها منفردة.
وفي السجن تتساوى الرؤوس والكل يرتعب من السجان ويأكلون من ذات الطعام ويفترشون نفس الفراش ، وهذا حال العالم اليوم فالصين سيدة الصناعات أصبحت كانجولا المستوردة، وإيران كالعراق كلاهما محاصر ، وإيطاليا صاحبة الماركات العالمية تحولت الى صحراء قاحلة كالصومال، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية الأقوى عالمياً لا يختلف حالها عن أفغانستان، ففي السجن الكل سواء.
المرعب ان هذا السجن ينتقل لمحاصرة البشرية في صورة معكوسة، حيث يتم إقتياد المجرمين للسجن ولا ينتقل السجن إليهم، لكن هذا حال العالم المرعوب حد الموت، لذا نجد الشعوب تتقبل الجلوس في سجن الحصار خوفاً من الموت المتنقل في طائرات وقطارات وبواخر وسيارات العالم، فأصبح العالم يقبع في سجن كورونا.