أكشن الأزمات!!.. بقلم: سناء يعقوب

أكشن الأزمات!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الأحد، ١ مارس ٢٠٢٠

ربما من واجبنا تقديم الشكر لكل مسؤولينا الذين يبتدعون أزمات جديدة تجعلنا ننسى أو نتناسى لأيام وجع الأزمات الماضية!! بل تضعنا في حالة الرهان على احتمال ما هو قادم من «أكشن» أي من مصائب وأزمات تصيب المواطن بحيرة من أمره, فعن أي مشكلات حياتية سيتحدث وهو يبحث عن احتياجاته اليومية؟!
ما يثير الدهشة أن مبرراتهم جاهزة ومعلبة, فالمازوت والغاز ومنعاً للتهريب رفعوا سعرهما, وصارت الحكاية رهناً ببطاقة يقال عنها «ذكية»!! وحتى يحاصروا تجار الزيت والرز والسكر أدرجوا المواد ببطاقة جعلت من يوميات الناس طوابير انتظار لا تنتهي, فلا المواد انخفض سعرها ولا استطاعوا التأثير بمافيا التجار والحد من جشعهم!! أما «الانترنت» وسرعة أقل ما يقال عنها إن السلحفاة تتجاوزها بأشواط, فقد اخترعوا له أيضا باقات طرحوها كما الصاعقة على رأس مواطن لم يعد يحتمل إجراءاتهم الموجعة!!
وقمة الغرابة ما حدث بشأن الأفران ومادة الخبز التي صار الحصول عليها يحتاج انتظاراً من نوع جديد, يضاف إليها العراك والمشكلات التي تحدث على الأفران, وطبعاً لقرارهم مبرراته التي حاولنا المستحيل لنصدقهم ولن نصدقهم!!
فما إن قررت وزارة التجارة الداخلية منع العمل بالمخابز ليلًا، حتى بدأ الازدحام ومعاناة الناس, وكانت مبررات القرار منع التلاعب وسرقة الطحين, وتداركًا لأي حالة فساد قد تحصل من جراء عدم القدرة على مراقبتهم من المواطنين، أي -حسب كلامهم- إن عملية الإنتاج أصبحت الآن أمام أعين المواطنين الذين باتوا شركاء في عملية الرقابة على العملية الإنتاجية, والحد من التلاعب بإنتاج المادة!!
بداية نقول: هل من مهمة المواطن الذي تعصف به الحاجة والركض وراء لقمة العيش مراقبة الأفران؟ وكيف يمكن أن يعرف المخالفات وهو لا يرى من الفرن إلا نافذته؟! ثانياً هل يعتقدون أن من يسرق في الليل لن يسرق في النهار, أم إن تحويل العقوبة من جناية إلى جنحة مطلب السارقين؟ وسؤالنا: هل عجزت وزارة «مفاجأة المستهلك» عن مراقبة الأفران ليلاً؟!
ألا ليت قرارات «الأكشن» تكتمل وتدرج تصريحات ووعود المسؤولين على البطاقة الذكية!!