إدلب على موعد مع التحرير.. بقلم:  ميسون يوسف

إدلب على موعد مع التحرير.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٥ يناير ٢٠٢٠

تحرير إدلب الخبر الذي انتظره الكثيرون من السوريين وأصدقائهم وحلفائهم بات في الطريق إلى أسماعهم في القريب المنظور. فسورية تعمل الآن على خطوط متعددة تتكامل فيما بينها لتنتج هذا التحرير وتعيد إدلب ومنطقتها إلى حضن الدولة طاهرة مطهرة من الإرهاب والإجرام المحلي والإقليمي والدولي.
فبعد أن أطلقت سورية عملياتها العسكرية الأخيرة وحققت عبرها تحرير مساحات واسعة من الأراضي التي كان الإرهابيون أفسدوا أمنها وأرهقوا شعبها بشتى أنواع الجرائم التي ارتكبوها بحق هذا الشعب الصابر المتمسك بأرضه ووطنه ودولته، فبعد ذلك فهمت تركيا إضافة إلى الإرهابيين بأن لا مناص من التحرير فإن لم يكن بالوسائل غير العسكرية عبر تطبيق الاتفاقات والمخرجات التي أبرمت معها في أستانا وسوتشي بدءاً من اتفاق خفض التصعيد، ولأنها فهمت الحزم السوري استجابت للمسعى الروسي حيث عقد لقاء يجمعها إلى سورية برعاية روسية من أجل إنجاز تحرير إدلب عبر تطبيق الاتفاقات السابقة.
في هذا اللقاء سمعت تركيا مباشرة من الوفد السوري ما كانت تسمعه عبر الإعلام، سمعت أن عليها أن تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها قبل أي شيء أو بحث آخر، وسمع حقان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركي القرار السوري الذي لا رجعة عنه بوجوب الانسحاب التركي الفوري والكامل من كل الأرض السورية، ليس من إدلب ومحيطها فحسب بل من كل متر في الشمال والشرق السوري أيضاً.
ولمس الأتراك خلال اجتماعهم العسكري الأمني مع الوفد السوري برئاسة رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك أن خيارات المناورة محصورة بين اثنين فقط إما تطبيق اتفاق سوتشي بشأن إدلب المؤرخ 17 أيلول 2018، وخاصة ما يتعلق بإخلاء المنطقة من الإرهابيين والأسلحة الثقيلة وفتح طريقي حلب اللاذقية وحلب حماة، أو الانتظار لرؤية الجيش العربي السوري في الميدان يقوم بناره وإقدام جنوده وسلاسل دباباته بعملية التطهير تلك. وأعتقد أن الأتراك فهموا ماذا يعني فتح سورية للمعابر الثلاثة أمام المدنيين السوريين في إدلب لتمكينهم من الخروج من ميدان المعركة. نعم هي أيام قليلة وتكون إدلب على موعد تحريرها كما وعد القائد وهو وعد للتحقيق حتماً.