على ذمّة «الزراعة»!!.. بقلم: سناء يعقوب

على ذمّة «الزراعة»!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الأحد، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٩

في كل عام يحتفلون بعيدها ويشربون نخبها، يكيلون قصائد المديح فيها وكأنها عروس في ليلة عرسها، لساعات أو حتى لأيام لا فرق لدينا، مادامت الشجرة المحتفى بها تنزف حرقاً وإهمالاً، ومعها تغيب الأرقام المعلنة عن تشجير يقوم به من كان من المفترض أن يكون مسؤولاً عن حماية الشجرة، وتنتهي الاحتفالية كما بدأت بتصريحات وكاميرات ولا يبقى لعروس الاحتفال إلا أن تتأهب لقطع أو نسيان!!
وزارة الزراعة في كل عام تؤكد سعيها لزيادة المناطق الحراجية وحمايتها من الاعتداءات، وفي كل يوم تخسر غاباتنا تنوعها الحيوي وتشتعل بفعل فاعل لايزال حتى اليوم في قاموس المعنيين مجهولاً، ومع تلك الحرائق نخسر إرثاً عمره مئات السنين نتيجة إهمال وجشع وتحطيب وسرقة أراضٍ، وبعد كل ذلك يتذكرون الشجرة مرة واحدة في العام وينسون أو يتناسون أنها تحتاج الرعاية والحماية!!
على ذمة «الزراعة»، ملايين الغراس تزرع كل عام، وإن كان الكلام دقيقاً لرأينا بلادنا يكسوها اللون الأخضر، أم إننا نزرع وننسى أين زرعنا؟! ربما هو العبث بتلك الغراس وسرقتها وعدم متابعتها، ورغم كل شيء ندرك تماماً أن حماية الشجرة ليست مسؤولية وزارة الزراعة وحدها فالمسؤولية مشتركة بما فيها مسؤولية المواطن الذي يقف في أحيانٍ كثيرة على الحياد عندما تتعرض الأشجار للإعدام!!
وكما العادة يحتفل العالم مبتهجاً بينما غاباتنا تتعرض لانتهاكات وإجرام طال تنوعها الحيوي، فالإرهاب لم يرحم غاباتنا وأضرم النيران فيها ليحرق قلوبنا مع كل غصن يحترق، ولكن أيضاً يد الاستغلال والجشع أحرقت وقطعت مساحاتنا الخضراء ونالت منها، وخاصة تجار الحطب الذين يسرحون ويمرحون ويسرقون، لتغطية احتياجات السوق في ظل موجات برد وصقيع، وغياب وسائل التدفئة من غاز ومازوت، وهذا يعني مزيداً من الاعتداءات على الغابات في ظل غياب المحاسبة والعقاب!!
تعبت أرواحنا ونحن نحصي خسائرنا وكم شجرة قطعوا وكم غابة أحرقوا، لذلك نعلنها على الملأ أن احتفالاتكم لا تعنينا، وما يهمنا فعلاً وضع حد لألسنة النار التي تتطاير وتعبر المناطق، وإلا فإن حسرتنا على غصن شجرة واحد ستكون قريبة!!