نحن صامدون.. طمئنونا عنكم.. بقلم: علي محمود هاشم

نحن صامدون.. طمئنونا عنكم.. بقلم: علي محمود هاشم

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٩

هل يمكن للحكومة أن تعلن جردة سنوية لمنجزاتها خلال العام الماضي؟!
عملياً، لا يزال أمامها الوقت الكافي للذهاب إلى هذا التقليد، إلا أن المرجح أن يفتقد السوريون هذه الشاكلة من اللوائح التي كانوا يتلقونها في مثل هذه الأوقات من كل عام.
هذا لا يعني أن حكومتنا لم تقض ليالي 2019 -سهراً- على راحة الاقتصاد الوطني، بل وفق حسابات الحقل والبيدر، يعني أنها استهلكت صحتها جراء السهر الجائر دون حصاد ملموس يستحق مكافأته ببيان احتفالي.
ولئن كان من الإجحاف غبن الإجراءات الإسعافية اليومية التي تتخذها لملاقاة رؤوس الحرب المركبة التي تُشن على الاقتصاد الوطني، فإنه، وخارج صالة الإسعاف، لا شيء يستحق الذكر عن إنجازات الفرق الحكومية على اختلاف مسمياتها ومهامها، لا بل حتى بعض الملفات الاقتصادية التي ساقتها ظروف الحرب الاستثنائية إلى ردهات الاستجابة الطوارئية، ورغم الحد المقبول من النجاح في معالجة بعضها، إلا أن بعضها الآخر شهد هبوطات لم يكن ليجدر أن تصيبها لولا أننا استيقظنا على سرير العمليات، لنكتشف بأن الممرض نسي، أو تجاهل، حاجته إلى عدة الجراحة.
لئلا يقع المرء في سوء توزيع الفشل على مستحقيه، قد لا يكون من الحكمة تعداد المرات التي استيقظنا فيها على ذلك السرير، إلا أن ملف مواسم الحبوب وأكياسها – مثالاً لا حصراً– سيبقى عالقا كنوتة موسيقية رديئة على سلم «الإنجازات» التي ستطنّ في آذاننا لعام قادم.
في العموم، وبكثير من كرم النقد، يمكن القول إن حضور الحكومة الميكانيكي لم يغب يوما خلال العام الماضي، لكن العدالة تقتضي -بالضرورة – ألا ترى في نفسها، وألا نرى معها، صمودا وفق المعنى الإبداعي للكلمة، فعلى الرغم من عشرات المبادرات التي أعلنتها مراراً وتكراراً، وكان لكل منها أن يضيف مدماكاً جديداً إلى جدار صمودنا الجماعي، فهي لم تمض لأي من تلك المبادرات بأبعد من لسانها، ليتمظهر انهماكها على مدى أيام وأسابيع وشهور العام الماضي في (دعم صمود الاقتصاد الوطني)، وكأنها تقرأ من أوراق روزنامة حائطية تملي عليها إعادة اختراع ما تداولته حول مبادرة ما في مواعيد سابقة، قبل أن تدهمها ورقة جديدة لتنساق في الحديث عن التالية..
على هذا المنحى، قضت 2019، وقضيناه معها، متلاحمين في طابور «الاندهاش» من فجور الحرب الاقتصادية على البلاد.
حكومتنا «صامدة»، لكنها في ذلك -مثلها مثل كل السوريين- في مشارق سورية ومغاربها.. وما علينا سوى أن نستثمر هذه «اللحمة» في البحث معاً عن حكومة تصمد، لكن بطريقة استشرافية مبدعة.