خدمات صحية… بالاسم!!.. بقلم: هني الحمدان

خدمات صحية… بالاسم!!.. بقلم: هني الحمدان

تحليل وآراء

السبت، ٢١ ديسمبر ٢٠١٩

من الطبيعي أن يحدث تناقص في بعض الأدوية والمستلزمات الطبية في بعض المستشفيات العامة لفترة قد لا تمتد طويلاً، من باب الحرص على سلامة المرضى ومراعاة أحوالهم الصحية ودرجة وصول مرضهم إلى مستويات ما.. لكن أن تبقى مشكلة كهذه قائمة فهذا أمر لا يُطاق، ويستدعي التوقف عنده ملياً، فالمرض لا يعرف التأجيل، أو نقص الدواء وخراب التجهيزات..!!
كما قلنا إن الضغط وازدياد الأعداد واردان في المسوّغات التي تقدمها جهات «الصحة»، إلا أن بقاء تكرار هذه السيمفونية بات لا يطرب أحداً، بل «نغمة» مشروخة، تثبت بالدليل القاطع حالة من الإهمال والتسويف غير المسوّغين، في وقت تؤكد فيه مراراً وتكراراً «الصحة» أن الإمكانات والرؤى على أحسن حال، وما يصدر عن أجهزتها من مؤشرات يوحي بأن الأمور بألف خير..!
في المشفى الوطني في درعا، العجب العجاب، بعيداً عن الإهمال وقلة الحيلة وتراجع مستوى الخدمة العلاجية لمئات المحتاجين، ناهيك بتناقص الكادر الطبي في بعض المفاصل والاختصاصات، هناك أزمة خروج بعض التجهيزات المهمة عن دائرة الخدمة.. واستمرار ذلك فترات طويلة، مقابل تسويف ومماطلة بعض أجهزة الوزارة التي تعي وتعرف بالنقص الحاصل الحاصل في إصلاح بعض المعدات الضرورية جداً، وكل ما عملته أنها أغمضت عينيها، وصمّت آذانها، وتركت المشكلات على عواهنا تسير إلى حيث الوجهة، وما على المريض الغلبان إلا أن يدفع الفاتورة حتى لو كانت على حساب رقبته ومغادرته دار الحياة إلى الآخرة..!
هل يُعقل أيها السادة.. أن يوجد مشفى تغيب عنه تجهيزات ومستلزمات حفاظ جثث الموتى معطلة..؟! أي مشفى ذاك الذي تغيب عنه مثلاً تجهيزات حفظ الجثث منعاً من عقبات ذلك الأمر الخطير على الصحة بشكل عام..؟! وهناك العديد من النواقص في بعض التجهيزات لا مجال لذكرها في هذا الحيز..! ما يحصل كابوس يهدد حياة المرضى يومياً، ولاسيما إذا أراد المريض إجراء عملية مضطراً لابدّ من أن يشتري المستلزمات على نفقته الخاصة، وكأن العلاج المجاني بات بالاسم فقط..!