ترامب .. زعيم السقوط ..!!.. بقلم: صالح الراشد

ترامب .. زعيم السقوط ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

السبت، ١٤ ديسمبر ٢٠١٩

حير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علماء النفس وحكماء العالم لمعرفة حقيقته, وتساءل الكثيرون هل هو رئيس كامل الدسم أو مهرج محترف, أو ربما يكون باحث عن حروب وهمية, وقد يكون محرضاً خطراً على السلم العالمي, فمنذ تولى صاحب الشعر الأصفر منصبه والكوارث تسير في ركابه لينتقل من فضيحة إلى أخرى ومن فشل الى فشل, حتى جال في ذهن الآخرين أنه سلطوي مختل عقلياً من سلالة كاليجولا و تلميذ نجيب في مدرسة مكيافيلي.
حقبة ترامب ولغاية الآن شهدت الكثير من السقوط, ولن يستطيع النهوض حتى إن نجا من قضية العزل التي تلاحقه بعد أن سار على درب بيل كلينتون، وريتشارد نيكسون وأندرو جونسون, لكن الواضح أنه قد سيحمل لقب أول رئيس للولايات المتحدة معزول, حيث تتسابق العديد من المؤسسات الأمريكية لإسقاطة.
فمنذ اليوم الأول لاحقته الفضائح, وكان في مقدمتها قصته مع ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز, ثم لاحقته تهم تلقي دعماً من روسيا في الإنتخابات, وظن البعض ان ترامب سيعود الى الفكر السليم لقيادة أقوى دولة في العالم, لكنه وضع يده بيد الكيان الصهيوني لتمرير صفقة القرن, وهنا فقد أصيب بخيبة أمل من موقف الأردن وفلسطين ليعود مهموماً مكسور الوجدان, ثم أطلق حملته المسعورة بحق وكالة الغوث الدولية ” الأونروا”, وأوقف الدعم عنها معتقداً أن العالم سيذعن له, لكن دول العالم وجهة له “لكمة عنيفة” قد تُسقط المصارع القديم و رغباته المجنونة, حين صوتت في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة وجددت “للأونروا” لثلاث سنوات .
وجال في خاطر العقلاء أن ترامب سيهدأ ويركن للجلوس في الزاوية, ويعود الى لغة العقل التي تتصف بها الإدارة الأمريكية, لكنه عوضاً عن ذلك إتصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لفتحِ تحقيقٍ بخصوص المرشح للانتخابات الرئاسيّة القادمه جو وابنه هنتر بايدن لضمان فوزه في الإنتخابات القادمة، مهدداً سلامة المجتمع الأمريكي وحرية وديمقراطيته التي تعتبر مقدسة, وحتى يجلب الأنظار قرر افتعال حروب هامشية مع جيرانه, ففشل في بناء سور المكسيك العظيم, وواجه لطمات من الشعب الكندي الذين قرروا مقاطعة البضائع الأمريكية وعدم السفر إليها, ولم ينجوا الأوربيين من تصرفات ترامب, لنجد أن العلاقة الوحيدة التي نجحت بالتقارب كانت مع كوريا الشمالية ورئيسها المعزول عن محيطه, لينطبق عليهما المثل العربي ” وافق شن طبقه”.
وتفوق ترامب بفضائحه على جميع فضائح من سبقوه وبالذات في مجال النساء, وحتى فضيحة ” ووترغيت” لـ ريتشارد نيكسون الذي استقال عقبها , و فضحية رونالد ريغان بتمويل قوات “كونترا” المعارضة في نيكاراغوا بأموال تتأتى من تهريب الهيروين إلى أميركا, وبيل كلينتون الذي أقام علاقة جنسية في المكتب البيضاوي, إلا إن جميع هؤلاء يُعدون تلاميذ في مدرسة ترامب في الفضيحة وقد يتم عزلة في الأيام القادمة بعد أن نجح في صناعة أعداء على حدود بلاده وفي مناطق بعيدة وأسقط السياسة الأمريكية حيث تحولت الى طفل ذليل في المدرسة الصهيونية.