«راحت للأحد»!!.. بقلم: يسرى ديب

«راحت للأحد»!!.. بقلم: يسرى ديب

تحليل وآراء

الاثنين، ٢ ديسمبر ٢٠١٩

استيقظنا صباح الجمعة على ضوء أحمر في «الراوتر» يوحي بأنه لا توجد خدمة إنترنت.. لا خدمة.. وفي يوم الجمعة.. وهناك حاجة ملحّة لاستمرار عمل لا يعرف طالبوه أنه لا توجد خدمة إنترنت وما مانع إعادتها؟
يجيب عامل، وظيفته الرد على الشكوى، جواباً يمكن لأي تسجيل صوتي أو «أنسر مشين» أن يؤدي الخدمة ذاتها: لا نستطيع أن نفعل لكم شيئاً، فاليوم وغداً عطلة، «راحت للأحد»!
اتصالات… ومحاولات كثيرة مع من نعتقد أنهم يمكن أن يفعلوا شيئاً لأنهم يعملون ضمن هذا المجال انتهت كلها بـ«خفّي حنين» وظلت الحال على ما هي عليه، إذ لا خيار آخر سوى الانتظار إلى انتهاء عطلة نهاية الأسبوع للبحث في مشكلة وأسباب انقطاع الإنترنت!
طريقة عمل تعيدك لماضٍ يمتد ثلاثة عقود مضت، حيث يتم التعامل مع مشكلات المواطنين وقضاياهم بـ«الشوالات»، إذ يتم تجميعها للنظر فيها مرة واحدة.. لكن الفكرة الآن أن الظرف والمزاج العام أصبحا مختلفين، إذ كيف يمكن لاستخدام متطور كالإنترنت أن يُدار بالعقلية ذاتها الشائعة في زمن الثمانينيات مثلاً أو زمن «الشوالات»؟
لا نطمح إلى شبكات إنترنت متاحة حتى في الشوارع كما يحصل في الكثير من الدول، وتآلفنا مع تجريد هذه الخدمة من متمماتها وإعاقة عمل «الماسنجر والواتس» كما حال السيارات التي كانت «تُشفّى» من معداتها لتتم إعادة بيعها من جديد، وأن يتعطل الإنترنت بكل استخداماته ثم يفرض عليك الانتظار ريثما يعودوا ثانية للدوام فهو ما يبدو أسوأ.
لا تعتقدوا أن ما يشعره عامة الناس من المفارقة بين الخدمة المتطورة وطريقة إدارتها «البليدة» محصورة في جانب محدد، بل يمكن أن تجدها في الكثير من المجالات، ومنها ما هو أكثر إلحاحاً، إذ إن استخدام التكنولوجيا لحصول العاملين على أجورهم يحقق المفارقة ذاتها، لأن الأمر تحوّل من مشروع حضاري مؤتمت يحقق أكثر من هدف، إلى همّ وعبء حقيقي على كل موظف يجب عليه خوض معركة لا تقل عن معارك الحصول على جرة غاز أو ربطة خبز من الفرن.. والقائمة طويلة، ولكن هذا يكفي ضمن هذه المساحة المحدودة، ولاسيما أن هذا الكلام لن يقدِّم أو يؤخّر!