لكي لا نكرّر أنفسنا...بقلم: سامر يحيى

لكي لا نكرّر أنفسنا...بقلم: سامر يحيى

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٩

وإعادة إنتاج ذاتنا، وتكرار العام مع تغيير الرقم، نحتاج لتقويم وتقييم أنفسنا، لتجاوز السلبيات وتفعيل الإيجابيات وزيادتها، وكما هي العادة، كل شخصٍ ومؤسسةٍ أياّ كان انتماؤها، تودّ النجاح والاستمرار بالعطاء، لا بدّ لها من مراجعة ما تعرّضت له من انتقادات وما عانته من سلبياتٍ وما حقّقته من نجاحات، لا مجرّد تجميعها وتسميتها بما يرضي غرور الشخص أو يحمّل المسؤولية..
 هذا هو الفكر الإيجابي الفعّال في هذه الفترة من العام، لكي نتفادى تكرار الأرقام وزيادتها والسير الروتيني القاتل المدمّر، أن ندرس كل ما قيل عن المؤسسة وحولها بجديّة لا بإهمال، ورغم أنّ الظروف سيئة لسببٍ أو لآخر، فالمفترض أن نبحث عن إمكانية النجاح ضمن  البيئة المحيطة، فنحن مؤسساتٌ وطنية بامتياز، لها إطارها العام المتمثّل برئاسة الوزراء، الذي تنبثق عنه مؤسسات متعدّدة، كلّ منها له مهامه ودوره، والجميع منتج، والمؤسسة غير المنتجة لا داعٍ لإنشائها، وليس الإنتاج مادياً فقط، إنّما فكرياً واقتصادياً واجتماعياً .. إلى ما لا نهاية، بما يساهم باستكمال حاجيات المجتمع، وتلبية متطلبات أبناء الوطن، واستثمار موارده وطاقاته وإمكانياته بشكلٍ مستديم وبإيجابيةٍ بنّاءة.
أهم ما يجب أن ننتبه إليه أن يراجع كلٌ منّا نفسه وتصريحات لتقويم ذاته، وتفعيل دور مؤسسته، لكي نبدأ العام الجديد مستعدّين لكل احتمالات الفشل والتحديّات لتفاديها والتقليل من آثارها للحدّ الأدنى، واستثمار الإيجابيات ومضاعفتها بالتعاضد والتعاون بين أبناء الوطن كل من مكانه ومكانته ودوره، مستفيدين مما مضى، لا أن نعتبر تلك التصريحات مجرّد هراء يصدر عن تعليقٍ بوسائل التواصل الاجتماعي، أو حديثٍ يومي بين أبناء الشعب، أو أن الشعب لا يمكن إرضاءه، بل البحث بكل الوسائل لإيجاد حلول لذلك، وصناعة رأيٍ عامٍ حقيقي مؤيدٍ لهذه المؤسسات وداعمٍ لها، وهو الذي لم يقصّر في دعمه لمكافحة الإرهاب والوقوف مع الدولة الوطنية في وجه كل من سوّلت له نفسه الاعتداء عليها....
البعض يسعى لكي يصبح المتصرّف بقسمٍ أو مديرية لدى مؤسسةٍ أخرى، بحجّة ضمان الأداء الفعّال، وسرعة الإنتاج، ومضاعفة العائد، وتحقيق القياس الوطني، متجاهلين أننا كحكومة وطنية، كل مؤسسة لديها احترامها وقدسيتها، والإطار العام لهذه المؤسسات يجتمع أسبوعياً وعند الضرورة، فالحلّ لن يكون بالتبعية أو الإشراف أو التدخّل في دورها من مؤسسةٍ أخرى، إنّما تجميع أفكار ورؤى جميع هذه المؤسسات والأقسام، والآراء حولها ومنها ولها، لإبداء النصح وتقديم الرؤى البنّاءة، واقتراح الأمثل، بعيداً عن تشتيت القرارات، وتراشق التهم، ورمي المسؤوليات، بحججٍ ومبرّرات غير دقيقة وإن كانت تبدو منطقية، فالمؤسسات الحكومية ليست في امتحانٍ أكاديمي لنثبت من سينجح ومن سيفشل، ولا موادٍ متعدّدة، لننجح بهذه المادة ونرسب بتلك المادة لنعوّضها في العام التالي، ولنحقّق معدّل نجاح عالٍ لنكمل ماجستير ودكتوراه أو نحصل على مرتبة الشرف، أم مجرّد نجاحٍ عادي يحصل من خلاله الطالب على وثيقة تخرّج، إنّما مؤسساتٍ يجب تفعيل أدائها جميعاً.
لنعمل معاً من أجل النهوض جميعاً، لأنّ المؤسسات الوطنية لا يمكن لها أن تسقط وأثبتت ذلك، ولكن قد تتأخر، وقد تخسر وقد تربح، وقد نرى الآخرين قد تطوّروا أكثر مننا، لكنّنا بقليلٍ من الإرادة والجهد، وأؤكّد بقليلٍ، لأنّ ما نراه هو الانتظار لسير الحياة الطبيعية، لأن بعض المؤسسات أثبتت أنّه رغم كل الضغوط أثبتت قوّتها وفاعليتها ونجاعة عملها في مضاعفة دورها وزيادة عجلة إنتاجها، رغم محاولاتٍ كثيرة للضغط على كوادرها وفصلهم عن وطنهم الأم... نستطيع بقليل من الجهد مواكبة كل التطوّرات ضمن الإمكانيات المتوفرة، وتلبية رغبات أبناء الوطن دون استثناء إلا من خان الوطن ونأى بنفسه، عبر استنهاض الجهود وتعزيز الانتماء الوطني والمؤسساتي، وأن يعلم الجميع أنّ كل وفرٍ وإيرادٍ سيعود لصالح المؤسسات الوطنية، الذي سينعكس على الموازنة العامة التي بالنهاية ستعيده لأبناء الوطن.
 جميع مؤسساتنا وطنية بامتياز، ولم تخرج أيّ مؤسسة أو تحيد عن الوطنية، وإنّما قد يحصل تقصيرٌ بعض الأشخاص فيها في بعض الجوانب، نتيجة التراخي واستغلال الظروف، وخيانة البعض، لكّنما الأساس وطني ثابتٌ في مواقفه، فالحكومة لخدمة المواطن والوطن، والمواطن لخدمة الوطن، فالرؤية واحدة والهدف واحد والتفعيل هو المطلوب وليس أكثر من تفعيل جهدٍ واستنهاض همم، عبر دائرة علاقات عامّة حقيقية تكون صلة بين المؤسسات الوطنية وكوادرها بشتى مستوياتهم، وبين المؤسسات وأبناء الوطن، وبين المؤسسات وبقيّة المؤسسات الوطنية كلٌ ضمن تخصصه واختصاصه وتشابكاته علاقاته واحتياجاته، مما يؤدي لاستثمار الجهود البشرية والمادية والفكرية لكلّ أبناء الوطن بالحد الأعلى الممكن والوصول للهدف الأسمى المنشود.
  فالمستغرب كيف تعاني مؤسساتنا من الضعف، ولدينا مرشدٌ وموجّهٌ وقائدٌ يفكّر ويعمل باستراتيجية مستقبلية مستديمة، وتكتيكية ضمن الوضع الراهن والإمكانيات المتاحة والظروف المحيطة، ولدينا جنديٌ أثبت قدرته على استخدام السلاح وفق نوعه ووقته ومكانه وإمكانياته لتطهير ثرى الوطن المقدّس من رجس الإرهاب ودنس المعتدين....