ليندسي غراهام: «أحسنت سيادة الرئيس».. بقلم: دينا دخل اللـه

ليندسي غراهام: «أحسنت سيادة الرئيس».. بقلم: دينا دخل اللـه

تحليل وآراء

الخميس، ٣١ أكتوبر ٢٠١٩

لم تمر سوى بضعة أيام على الانتقادات اللاذعة التي كان يتلقاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نواب جمهوريين وديمقراطيين على حد سواء حول إستراتيجيته في سورية، حتى تحولت هذه الانتقادات إلى مديح، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية أميركية شمال غربي سورية.
قال ترامب صباح الأحد، في بيان من البيت الأبيض، إن البغدادي فجّر سترته الناسفة بعد أن حاصرته قوات أميركية خاصة في نهاية نفق في إدلب. ووصف ترامب العملية الليلية بالـ«جريئة»، وبأن القوات الخاصة «أنجزت مهمتها على نحو رائع«.
صحيح أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في تغريدة لها انتقدت ترامب لعدم تبليغه قادة الكونغرس بالأمر في وقت مبكر، ما يتعارض مع الأعراف والتقاليد المعتادة، إلا أنها قالت: «أهنئ بطولة وتفاني ومهارة جيشنا ومحترفي الاستخبارات لدينا».
أما منتقدي الرئيس من حزبه الجمهوري كالسيناتور ليندسي غراهام الذي كان قد انتقد ترامب واصفاً الانسحاب الأميركي من شمال سورية أنه «كارثة أمنية وطنية كاملة وشاملة في طور الأعداد»، لكنه سرعان ما تراجع عن نقده قائلاً: إن موت البغدادي هو «تغيير في اللعبة»، وأضاف:« لقد غير الرئيس قواعد الاشتباك، هذه هي اللحظة التي ينبغي أن يقول فيها أسوأ منتقدي الرئيس ترامب: أحسنت يا سيادة الرئيس».
أما زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، الذي انتقد سياسة ترامب الإستراتيجية في سورية ووصفها «بالخطأ الإستراتيجي الخطير» أشاد بالعملية وقال في بيان له: «أحيي إعلان الرئيس ترامب بقضاء القوات الخاصة الأميركية على زعيم داعش أبو بكر البغدادي. لقد تم تقديم أكثر المطلوبين في العالم إلى العدالة، اليوم أصبح العالم أكثر أماناً».
يبدو أن الظروف تأتي لمصلحة ترامب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. فها هو ينجح في الإبقاء على وعوده في إعادة الجنود الأميركيين إلى وطنهم، وها هو يقضي على داعش بقتل زعيمها، وينجح في الانتصار على منتقديه في واشنطن.
هل هي محض مصادفة أن تكون الاستخبارات الأميركية قد وجدت زعيم داعش في هذا الوقت بالذات؟ أم هل هي عملية محسوبة ومتفق عليها أن تتم في هذا الوقت لتساعد الرئيس ترامب؟
بغض النظر إن كنا من مناصري نظرية المؤامرة أم نؤمن بالحظ. فعلى غرار الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن الذي قضى على أبو مصعب الزرقاوي زعيم الدولة الإسلامية عام 2006، والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عام 2011، سيذكر التاريخ دونالد ترامب على أنه الرئيس الذي قضى على أبو بكر البغدادي زعيم داعش عام 2019.