من تحت الرماد!!.. بقلم: سناء يعقوب

من تحت الرماد!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الأحد، ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩

لن نناشدكم ولن نتوسل أن تنقذوا ما تبقى, لأنه ببساطة لا نعلم إذا بقي شيء لم يحترق, ولأول مرة غابت التصريحات الحكومية والاستعراض أمام الكاميرات, إلا من تصريح وزير الزراعة الذي أشار إلى وجود عقوبات رادعة لكل من يسبب الحرائق في بلدنا!! ونحن إذ نعلم أن هناك عقوبات وقوانين نسأل وببراءة: هل تم تطبيقها, بل هل تم القبض على ثعالب الغابات ومحاكمتهم علناً مثلهم مثل أي مجرم وأكثر؟!
في الماضي كانت غاباتنا هي المقصد, واليوم وصلت ألسنة اللهب إلى أشجار الزيتون ومحاصيل القمح, بل وصلت إلى تهديد الناس في بيوتها عدا لقمة عيشها, فكانت تلك الحرائق بمنزلة كارثة إنسانية وليست بيئية فقط!!
الغريب أننا ما زلنا نسمع ومنذ عشرات السنوات العبارات نفسها لمسؤولين من المفترض أن تكون مهمتهم منع نشوب أي حريق, ولكن ما يحدث أنهم يتباهون بتطويق الحرائق بعد ساعات أو أيام وبعد أن تكون أكلت الأخضر واليابس!! ثم يقولون إن هناك نقصاً في التجهيزات, فأين كنتم طوال أعوام؟ وماذا فعلتم بخطط طوارئ لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به؟
لنعترف أننا مستمرون بقدرة قادر, وذلك المواطن الذي تنهال عليه المصائب بالجملة, يواجه مصاعب الحياة وحيداً لا سند له, سوى بضعة كلمات وتصريحات حفظناها عن ظهر قلب, نجد فيها كل قواميس الوعود إلا ما يشير علناً إلى المرتكبين والمجرمين الذين يحرقون حياة الناس والوطن!!.
تارة كانت الرياح في قفص الاتهام, وتارة ارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي, وأهملوا بقصد من رمى عود الكبريت وأشعل الغابات والبساتين, ومعها أشعل قلوبنا التي أدمتها النيران! آلاف الحرائق على مدى سنوات وليس هناك من يحاسب, وبصراحة وبدل الحديث عن قوانين مغيبة لا تعاقب أحداً, فليعاقب كل مسؤول له علاقة بالأمر, فتكلفة ما حدث بالمحصلة أكبر بكثير من تكلفة التجهيزات وفرق الإطفاء والمراصد وغيرها, وتلك أمور من المفترض أن تكون مؤمّنة, وإلا فليصمت كل من يبيع الأوهام للناس التي تتوجع بصمت من تحت الرماد, لأنها لم تعد قادرة على النحيب!!.