مهذبون ولكن! موقف بألف معرض.. بقلم: أمينة العطوة

مهذبون ولكن! موقف بألف معرض.. بقلم: أمينة العطوة

تحليل وآراء

السبت، ٢١ سبتمبر ٢٠١٩

لم تقصر قنوات الإعلام قاطبة بالإشارة والتنويه والتغطية اللازمة وربما على مدار الساعة لمعرض الكتاب، وكنت دوماً أتساءل مع أصدقائي يا ترى كم قارئ جديد يستقطب المعرض في كل عام..؟ وهل الفعاليات المرافقة تسمو للهدف الموضوع لها...؟ بالرغم من حرصي الشديد على زيارته في كل عام ولأكثر من مرة إلا أن هذا العام ادهشني موقف واختصر لي قيمة كل المعارض التي تقام من أجل الكتاب ذلك الصديق الوفي ... فبينما كنت في طريقي لعملي استوقفتني امرأتان في عقدهم السادس تقريباً، يرتدون لباس قروي والتجاعيد في أيديهم تروي قسوة الحياة وقصة المعول في يدهما ... وفي رفقتهم فتاتان في مقتبل العمر والحيرة والخوف والأمل معاً يبرقان في أعينهما.. أوقفوني وأنا على عجلة من أمري وسألتني أحدهما "يا بنتي بتعرفي وين المعهد الخاص لتسجيل البكالوريا" تلعثمت وارتبكت وبدأت أشير إليهم على مدخل المعهد الذي لا يبعد عنهم سوى أمتارٍ قليلة.. وعندها أدركت أن تلك المرأة الريفية التي ربما لا تعرف القراءة والكتابة، وإنّما تمسك بيد ابنتها التي تصغرها بأجيال لتقودها إلى معهد للدراسة .. فهذه المرأة كأنّما قرأت ألف كتاب وحضرت آلاف المعارض، لأنّها أدركت قيمة العلم مفتاح النجاح. 
مهذبو سورية يقولون:
  إن لم تتمكّن من العلم والقراءة، فدع أبناؤك يقرأون .