اعترافات

اعترافات " حكيم" أمريكي!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

السبت، ٢١ سبتمبر ٢٠١٩

Bassamk3@gmail.com
في مقال سابق بعنوان: (لغز البرج الثالث) أشرت إلى دور اليهود في التخطيط لتفجير برجي التجارة العالمية في الولايات المتحدة بالتنسيق مع منظمة "القاعدة" وتحدثت عن تفجير "البرج الثالث" الذي كان سليماً بعد الهجوم  والذي يملكه أحد الأثرياء اليهود وقَبَض قيمة تأمينه المضاعفة، وقد جاء هذا الترتيب ضمن مخطط خبيث لاجتياح المنطقة العربية والدول (المارقة) بذريعة مكافحة الإرهاب، وهذا ليس مستغرباً عن المنظمات اليهودية التي قامت بتفجير أحياء اليهود في القاهرة عام 1948م والهجوم على المجمع اليهودي "ايما" عام 1994م في الأرجنتين واتهام إيران بتنفيذه، والهجوم على كنيس ( نيف شالوم) في اسطنبول بتركيا عام 1986 ثم تفجيره عام 2003م وقتل عدد كبير من اليهود بداخله واتهموا إحدى المنظمات الفلسطينية في العملية، لكن التحقيقات التركية والدولية كشفت أن هذا العمل لا يمكن أن تقوم به سوى دولة تمتلك إمكانات كبيرة، بالإشارة إلى "إسرائيل"، ناهيك عن حادثة "لوكربي" التي دُبرت في مطبخ الـ CIA بتخطيط يهودي واتُهمت ليبيا بها ودفعت صاغرة مليارات الدولارات لتعويض أسر الضحايا لتتخلص من الحصار الأمريكي، هذه العمليات وغيرها الكثير جاءت، بداية، لإرهاب اليهود من أجل الهجرة إلى "إسرائيل" ثم بعد تأسيس (الدولة) كانت لإضعاف (الأعداء) وتحقيق المصالح الصهيونية والأمريكية التي تتقاطع في المنطقة العربية ذات الثروات الهائلة! 
في كتابه: (المنظمات السرية التي تحكم العالم) يعرض الكاتب " سليم مطر" أخطر أسرار الإستراتيجية الأمريكية في العراق و"الشرق الأوسط" ويكشف خطر المنظمات السرية وشبه السرية الفاعلة، خصوصاً في أمريكا والغرب وباقي دول العالم، نقلاً عن ما يسميه: (الحكيم الأمريكي) الذي كان على فراش الموت، وهو أحد زعماء فيدرالية الأخوة العالمية (IFB ) وهي المنظمة السرية التي تتحكم بالعالم من خلال سيطرتها على قيادات أمريكا والكثير من الدول الغربية.
يقول المؤلف: "طلب مني صاحبي أن أفعل كل ما يمكنني لكي أبلغكم هذه الحقائق التي تجهد قيادات أمريكا لإخفائها، رغم إنها متداولة بين العديد من قادة الغرب والمختصين بمتابعة السياسة الأمريكية".
 هذه الحقائق تتحدث عن مشروع سري يخص "الشرق الأوسط" تقوده هذه (الفيدرالية العالمية)، يجري تطبيقه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يهدف هذا المشروع إلى منع أي استقرار وسلام وتطور في المنطقة من خلال حروب أهلية ودولية تبقيها دائماً ضعيفة متوترة متخلفة، واللجوء أحياناً إلى التدمير الشامل لبعض البلدان حسب النموذج العراقي، لكي يتم فيما بعد إعادة بنائها بالصورة الملائمة تماماً لمصالح أمريكا، وخدمة للكيان الصهيوني، حسب المبدأ المعروف: "النظام ينبثق من الخراب" !
ويضيف الكاتب على لسان مصدره: " لقد استخدمنا في هذا المشروع سياسة الراية الخداعة False Flag) )، وبالطبع لم نكن سنبلغُ هذه النجاحات الكبرى في تدمير العراق، خصوصاً كنموذج لبلدان الشرق الأوسط، إلا لأننا استعنّا بخلاصة تجاربنا السابقة التي نفذناها في العالم  والتي أطلقنا عليها هذه التسمية، والتي تعني قيامنا نحن أنفسنا بعمليات إرهابية ضد مصالح بلادنا ثم ننسبها إلى خصومنا  لكي نعطي التبرير لإعلان الحرب عليهم، وقد أنجزنا عمليات ناجحة كثيرة في هذا الخصوص، من أبرزها هجومنا ضد أسطولنا في (بيرل هاربر) عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية الذي منَحنا الذريعة لمهاجمة اليابان وإلقاء القنبلتين الذريتين عليها، ثم احتلالها،  كذلك التخطيط لعملية(Northwood’s) عام 1962، حين شكلنا ميليشيات كوبية  تقوم بعمليات إرهابية ضد قاعدتنا في كوبا، من أجل إعطاء الذريعة لمهاجمة كوبا واحتلالها، لكن الرئيس كيندي اعترض على هذه الخطة، كما اعترض كذلك على مشروع مهاجمة فيتنام، فاضطررنا للتخلص منه  ونَسَبنا اغتياله إلى شخص معتوه"!
ويضيف: " لقد قمنا بتشكيل ميليشيات سرية في أنحاء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، تحت اسم ابقَ في الخلف (stay-behind (، من أجل مكافحة النفوذ الشيوعي، وتنفيذ عمليات إرهابية تنسب إلى اليسار المتطرف، لنجد ذريعة لتدخلنا ونجبر الحكومات الأوربية للاعتماد علينا".
 ويتابع: "ضمن هذا السياق، وفي أعوام الستينيات والسبعينيات طبّقنا، خصوصاً في إيطاليا وتركيا، سياسية أسميناها: إستراتيجية الاضطراب (Strategy of Tension)  أحدثت التوتر والعنف، من خلال العمليات السرية، ودعمت أنصار أمريكا وبررت تدخل العسكر لتحجيم اليسار وقمعه".
وعن سياسة الراية الخداعة وتطبيقها في منطقتنا يقول: " كانت ذروة نجاحاتنا في تطبيق سياسة (الراية الخداعة) في الشرق الأوسط، هي عملية تدمير برجي نيويورك عام 2001م وإيجاد أسطورة (بن لادن والقاعدة)، ثم نجاحنا الفائق في العراق بتأجيج الحرب الطائفية  ونشر العنف والأحقاد، من خلال فرضنا سياسة (اجتثاث البعث) التي كانت لاجتثاث الدولة العراقية نفسها. وقد أقنعنا عملاءنا وحلفاءنا بتبني سياسة الإقصاء والاجتثاث، ثم تنفيذ عمليات الاغتيال للكوادر والعلماء والقادة العسكريين والحزبيين من خلال (فرق الموت السنية والشيعية) تحت أسماء مختلفة سياسية وغيرها، وأحياناً مقاومة الاحتلال، وهذه الفرق مدعومة من قبلنا، لأننا لن نجد في كل العالم أغبى وأحقد من الطائفيين والقوميين في العراق، لتنفيذ مخططاتنا كما نريد، وبذلك تهيأت الأجواء الكاملة لكي تلعب دورها الإرهابي المطلوب، وقد ساعَدنا حلفاؤنا القوميون الأكراد كثيراً في تنفيذ سياستنا هذه، لقاء منع (الإرهابيين)عدم شمول المنطقة الكردية بعملياتهم التخريبية، واستخدمنا الإعلام في تحقيق غاياتنا وكان أخطر أسلحتنا"!
كل يوم تتكشف لنا صور جديدة من المكائد اليهودية الصهيونية ضد العرب وضد الشعوب الأخرى التي تعارض المشروع الصهيوني وتقف بوجه تمدد (دولة إسرائيل) ومشروعها التوسعي اللامحدود في إضعاف الدول المحيطة بـ "إسرائيل" وبالتالي القضاء عليها، وهو مشروع قديم رسمته بروتوكلات "حكماء صهيون" وبدأ تنفيذه بأيدي الأقوياء في العالم، انطلاقاً من فقرة واضحة في البروتوكولات تقول: ( العرب هم أول من يجب إبادتهم بشكل مبرمج، وأقوياء العالم من أزلامنا سيساعدوننا في تنظيف الأراضي المتاخمة لإسرائيل)!