ماذا سيحقق أردوغان في روسيا؟.. بقلم: ميسون يوسف

ماذا سيحقق أردوغان في روسيا؟.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٨ أغسطس ٢٠١٩

رغبت روسيا في تحييد تركيا في الأزمة السورية وإخراجها من معسكر العدوان أو على الأقل تخفيف حدة عدوانيتها وإجرامها بحق سورية والشعب السوري، وخاصة أن العدوان على سورية انطلق وكان رأس الأفعى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تصور أو ظن أن بإمكانه امتلاك السيطرة على سورية بكاملها والانطلاق منها للسيطرة على العالم العربي والمنطقة المحيطة به.
حاولت روسيا لأكثر من مرة، وسلكت أكثر من سبيل مؤملة تحقيق هدفها الذي عملت عليه متوسلة بشكل أساس الترغيب والجذب مع بعض الضغط والتهويل، وفتحت لتركيا أبواب العمل المشترك وجعلتها تنتظم في منظومة أستانا لرعاية حل سياسي للأزمة السورية مسبوق بتخفيف التصعيد العسكري وصولاً إلى وقف العنف والإرهاب والانطلاق إلى الحلول السياسية التي تعيد الأمن والاستقرار إلى سورية.
ولكن تركيا كانت تعمل دائماً بازدواجية واضحة فتطلق التعهدات أمام الروسي وتعمل بمشروعها الخاص وبأوامر أميركية في الميدان السوري حتى كانت قنبلة غدرها وانقلابها في الأسابيع الماضية، فعلى حين وقعت وتعهدت أمام إيران وروسيا في أستانا وأقرت بوحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة السورية على أراضيها، ذهبت إلى الأميركي ووقعت معه ما يناقض تعهدها واتجهت لإنشاء منطقة أمن تركي على الأرض السورية تكون متقدمة أو تمهيداً للتقسيم والانفصال وطعن وحدة الأراضي السورية.
ولم تكتف تركيا بهذا الانقلاب الغادر، بل أيضاً نكثت بتعهدها إنشاء المنطقة العازلة في إدلب وتراجعت عن الإمساك بحركة الإرهابيين ولم تبادر إلى أي عمل من شأنه الإشارة إلى أنها ستنفذ ما التزمت به في أستانا رغم أن كبير إرهابيي جبهة النصرة أعلن صراحة أنه لن ينفذ مقررات أستانا 13.
مقابل هذا السلوك التركي كان الرد السوري الحاسم في إدلب رداً أدى إلى تطهير 500 كلم2 من الأرض السورية ورسم خريطة جديدة تنبئ التركي بأن مشروعه في سورية لن يمر، ما حمل أردوغان على الذهاب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستغيثاً، راجياً أن يوقف العمل العسكري السوري ولإعطائه مزيداً من الوقت للمناورة. فهل سيحقق ما يبتغي؟
يرى الخبراء أن هناك تغيراً في الظروف يمنع بوتين من محاباة أردوغان ولذلك يعتقدون أن جلّ ما يمكن أن يحصل عليه أردوغان من رحلته الروسية هو تفاهم على وقف تدهور العلاقات الروسية التركية من دون أن يمس هذا التفاهم أو يؤثر في العمل العسكري السوري في إدلب وخارج إدلب.