عبودية التسليم .. بقلم: ميس الكريدي

عبودية التسليم .. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٦ أغسطس ٢٠١٩

ليست هذه هي المرة الاولى التي تراودني فيها على ذاتي تراتبية الحالة و انسدادات فكرية تنوء بظلها على سبات مرحلي ولكني تعودت استنهاض يقظتي الروحية
وهاأنا أطالع أفكاري مع ليل غامق في سادية ظلامه ولكني مؤمنة أن الشمس ستشق هذا الصمت الليلي ولو بعد حين.
أفكر في الحب بعقل مؤنث يستطعم الدمعة قبل الابتسامة والخيبة قبل الأمل و النهايات قبل البدايات والألم بدل النشوة ..
هكذا تعلمت النساء في مواطن الأصنام البشرية ولاهوت انكسار الذات وخذلان العبيد من مستعبدهم والنفس الخاشعة بغية ذلها في عبوديتها باسم التقوى 
..
هكذا تعلمت النساء الندب والتباكي وتعلم الباقي من خليقة خفض جناح الذل وغض الطرف وهزيمة الانسانية ..
فلسفة الدين الركوع والخضوع والسجود وفلسفتي التمدد في سفوح الحياة والتعلق بالسماء استعلاء لا انخفاضا..
فكيف نلتقي ونحن من دينين مختلفين 
عابد ومتحرر 
أي نقيضين نحن في قضيتنا البشرية؟!!
وأستنطق الهواء المحيط بأفكاري المتفلتة من عقال حصارها تسبح في فضاءات الخواء.
أحاول أن ألتحف نسمة تحملني إلى نوافذ تعلمت الانغلاق والتواري خلف ستائرها السميكة 
وفي مواجهة انسداد السمع والبصيرة والتبصر هل يصلح تبشيري بجموحي رسالة تتلى كمقدس جديد يتحدث في كل فصوله عن الأنسنة،
وهل تصلح ادعاءات النبوة أن تجد أتباعاً لتيار الآدمية وسط مستحاثات التجمد العقلي في محراب التبعية لإله لم يكافئ لحد الآن أياً من عباده المنتظرين جنانه التي سيخلدون فيها.
لست في إطار صراع مع الايديولوجية التي صنعت عبادة على مقياس استعباد العالم بالتسليم ..
التسليم بالقدر والتسليم هو عدم مقاومة الارادات الالوهية،
مسيرون لا مخيرون وأي جمود مخذول يعادل هذا .
كتل وأرطال من اللحم البشري تحمل وجوهاً وعيوناً تتبلد من شدة طاعتها صدقاً أو نفاقاً..
فالكل في خدمة التسليم والاستسلام وهزيمة العقل البشري بالقناعات القدرية ..
قد أموت على رصيف 
أو في سرير 
موتاً مفاجئاً أو متثاقلاً على حافة مرض من حفنة الأمراض القادرة على انتاج موت بطيء
أو موتاً متشظياً في حادث أو حرب أو انفجار ينفذه أحد من يعتبرون أنفسهم نذوراً منذورة لخدمة الله .
إني أشكو شكواي العلنية من همجية أتباع الله وتعصبهم وممارستهم أحقادهم على آدميتهم بالكره والتعصب وخلف المتاريس يقفون كل خلف الله الذي ورثه عن قبيلته ، أ حقاً إني أرتكب الآن إثماً لا يقبل الغفران من أنصار الله قبل الله 
بمناقشة العبودية ورفضها احتراماً لجبروت العقل الذي أنتمي له وأحترمه بينما يقع في البنى المشرقية في منتصف الجسم أو بالتحديد في النصف السفلي باعث المد الغرائزي الذي يسكن خلواتهم في لحظات التخلي عن الله نفسه، ويعاود بعدها مراحل الاستغفار.
 
وما تنفع الكتابة والبشر  مستغرقون في استراق حياتهم من أنياب الحياة طعاماً وجنساً وولادات وتوالد وحياة في سعار الحرب ووباء الموت المقدم لهم جرعات جماعية، وهل ألومهم أو أحزن لأجلهم، خاصة أولئك المتماهين مع القطيع والمتحزبين أصلاً للقطيع .
وهل أتفلسف الآن على كومة أوجاع متراكمة،أم أني صدقت نبوتي مثل المتنبي وفي طريقي لتصفية فكرية على يد سلطات متكالبة على أمثالي، سلطات مجتمعية وسياسية واقتصادية وفكرية .
يحدث أن يعتقل مجتمع فكرك ويحاصره ويحاصرك.
وهل أستمر في الكتابة وقد ابتلعت برامج التواصل عيون وآذان الجميع.
 فتشت ذات صباح وجهي و عبرت أحداقي فوجدتني مبتلعة أيضاً من خلال عشرات الساعات التي أقضيها في تتبع منشور فيسبوك كل مايفعله هو أنه يمنحني أوهام تضخمي القاتل، فأتحول تباعاً كائناً افتراضياً وقد أكون أصلاً سبق وتحولت ..
إني ياسدنة بيوت الله جميعاً لا أهاجمكم بقدر ماأجلد ذاتي .