وصفات مجانية.. بقلم: يسرى ديب

وصفات مجانية.. بقلم: يسرى ديب

تحليل وآراء

الخميس، ١٥ أغسطس ٢٠١٩

كرر الفريق الاقتصادي عبر العقود المتلاحقة مقولة: «ليس بالإمكان أفضل مما كان»، وإنه لا توجد إمكانية لجعل الدخل يغطي تكاليف المعيشة، وإذا كان هذا القول يشاع قبل الحرب، وعلينا سماعه وتقبله، فما عليكم سوى أن تتخيلوا مدى ثقله وسطوته خلال هذه الحرب، وخاصة بعدما توقفت المعامل وإنتاجها، والصادرات وعوائدها، وبعدما تعثرت الزراعة، بل وأصبحنا نستورد كل شي، والكثير مما كنا نصدره؟
ولكن لأن سورية بلد من ذهب، هنالك اقتصاديون لا يستسلمون لهذه الخلاصات التي يروج لها الفريق الاقتصادي في الحرب على أنها واقع لا علاج له. وعندما يتحدث الخبراء تكتشف أن الفريق الاقتصادي وتحليلاته للواقع الاقتصادي في الحرب وقبلها لا تنصف مقدرات بلدنا، وإليكم الأمثلة:
يقال: إن علاج بند واحد من هذه الأركان سيحقق الكثير من الوفر الذي يغطي متطلبات زيادة الأجور، كعلاج خلل التحصيل الضريبي المطلوب من محلات الحلويات، على اعتبار أن الناس تحب الحلويات وتقبل عليها بشدة، أو محلات شاورما الشيخ سعد، أو بزورية فلان وعلتان،أو….، وهذا ليس بقصد النميمة على أصحاب هذه المحلات، وإنما من باب الأمثلة التوضيحية، أما الرسوم الجمركية فقصصها لها بداية وليس لها نهاية، والدخول في قصصها يشبه الدخول في مغارات المتاهة.
متابعة أعمال الفنانة «سارية السواس» وحفلاتها وزبائنها الذين يغدقون الأموال بسخاء على رؤوس المتمايلات، بينما يخوضون معارك لكي يتهربوا من المستحقات الضريبية التي لا تصل إلى قيمة المبالغ المتطايرة في سهرة!
لكل سلعه أصحابها، يتوارثون استيرادها أباً عن جد، ويبيعونها في أسواق محجوزة لمستورداتهم يسرحون فيها كما يشاؤون ويفرضون السعر والنوعية التي يريدون، ويقال: إن علاج هذا السوق الاحتكاري لبعض السلع وليس كلها سيحسّن الأحوال.
وهنالك منجم لا يقل أهمية عما ذكرناه، وهو تفعيل القانون الجديد الذي ترفعه الحكومة، وتطبيقه بمفعول رجعي «من أين لك هذا» ويقال: إن العوائد التي يمكن تحقيقها ستمكّن الفريق الاقتصادي من قلب ما هو سائد، وتجعل من دخل السوريين يفوق مثيلاته في الدول المتقدمة، عوضاً عن تصنيفه الحالي كأخفض دخل في العالم.
في الختام، نود إعلام فريقنا الاقتصادي أننا نقدم لهم كل هذه الوصفات الإصلاحية مجاناً من دون مقابل، وإنما لوجه الله تعالى، لكيلا نكلفهم أي أعباء إضافية لإصلاح حال مواطنيهم «النقاقين».