عنصرية ترامب تُهدد الأقليات .. وبسمته تعصف بالخليج..!!.. بقلم: صالح الراشد

عنصرية ترامب تُهدد الأقليات .. وبسمته تعصف بالخليج..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

السبت، ١٠ أغسطس ٢٠١٩

صوب المجهول يقود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلاده, في ظل تزايد التهديدات للأقليات في العديد من الولايات, من قبل المتطرفين اليمينين الذي يحظون بدعم غير مسبوق من الرئيس ذاته, بل هو من يتبنى زيادة الفجوة بين المتطرفين وبقية الشعب, وتحويل الرسالة الداخلية من رسالة معتدلة الى رسالة خاصة بأصحاب البشرة البيضاء, ووضعهم في مرتبة فوق الآخرين وإقناعهم يأن بقية الألوان مجرد خدم, ويحق للبيض قتلهم دون أن يهتز لهم جفن, كونهم المختارون في الأرض, وهذه هي الرسالة ذاتها التي ينشرها رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو, ويرددها المتدينون الصهاينة بأنهم شعب الله المختار, وأن بقية الشعوب ما هم إلا مجموعة من العبيد خلقهم الله لخدمة بني إسرائيل, وننتظر ما سيقول المتطرف الجديد في ساحة الرُعب العالمي رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.
ما يحصل في الولايات المتحدة من تزايد للإعتداء على أصحاب البشرات المختلفة, ما هو إلا بداية لحرب أهلية طاحنة قد تؤدي الى دمار الدولة العظيمة من داخلها, كما اشارت التوقعات منذ أمد طويل, بأن الولايات المتحدة لا يمكن هزيمتها من الخارج بسبب قوتها العسكرية, لكنه سيتم تدميرها من داخلها الهش المبني على تركيبة غير ثابتة, وظهرت هذه الهشاشية بعد تولي ترامب الحكم, حيث تنمرت الففئة اليمين المتطرف, وأصبحت تتعامل مع البقية على أنهم مجموعة من الخدم, وأن دورهم رعاية مصالح المتطرفين, لتكون النتيجة كما هو متوقع قيام الحمقي من المُتطرفين بقتل المواطنين دون أن نجد من يقوم بمحاولة الحديث بشكل منهجي عن الظاهرة الجديدة وإيجاد حلول لها, مما يُشير الى أن ما يجري يروق للعُصبة الحاكمة.
هذا في الولايات المتحدة حيث يتم وصف ترامب “بالاحمق”, ولكن هنا في منطقة الخليج العربي يختلف الوضع, فيوصف بصانع المُعجزات وقد يعتقد البعض أنه الإله القديم “هُبل”, فقناة الجزيرة التي كنا نظنها الأكثر إحترافية, أظهرت وجه الحمق وتبين أنه لا زالت تحبو في عالم الصحافة أو أنها تملك عبقرية إجرامية في العبث بفكر الآخرين, فقد نقلت تقرير عن موقع “كريستيشين ساينس” مثير للسخرية والضحك, حيث يقول الخبر بأن السعودية والإمارات تبحثان عن شريك جديد بدلاً عن الحكومة الأمريكية, كون الرئيس ترامب استقبل أمير قطر بطريقة مميزة, وان إبتسامات ترامب لأمير قطر قد أثارت السعوديين والإماراتيين.
وهنا نقف ونفكر ” طبعاً اذا لم يكن لدى من يدعون المعرفة في الإعلام مانع من التَفَكُرِ في الموضوع “, فهل يُعقل ان سياسات الدول والمصالح المُشتركة تقوم على إبتسامة من الرئيس؟!!, وهل هذا موضوع هام حتى يتم طرحة بهذه الطريقة في قناة تعتبر نفسها الأكثر إنتشاراً ؟, لقد ظهر ان قناة الجزيرة تريد إستغباء متابعيها من نشر هذا الخبر, الذي يُثبت أن القناة فقدت الرشد, وأصبح همها الأكبر مهاجمة السعودية والإمارات بأي طريقة كانت, حتى لو كانت بسمة الرئيس, والحمد لله ان المذيعة لم تقل “ترامب تبسم لأميرنا أكثر من أميركم.. وتقوم بحركات بلدي على رأي الاشقاء في مصر”, لان الإعلام السائد حالياً هو القائم على الردح البلدي, وليس إعلام العلم والمعرفة والبحث عن الحقيقة, لذا فإن القتل العنصري في الولايات المتحدة أرحم بكثير من القتل الفكري في الوطن العربي.