رئيس أم مراهق “رداح” برتبة رئيس ..!!!.. بقلم: صالح الراشد

رئيس أم مراهق “رداح” برتبة رئيس ..!!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٦ أغسطس ٢٠١٩

سؤال يطرح نفسه بكل قوة، هل ترامب رئيس يقود أعظم دولة في العالم أو مُراهق صعد سُلم المجد بالصدفة، فهذا الرئيس أصابنا بالحيرة، فهو قادر على العبث بالعالم أجمع، وقادر على جعل القادة يتراكضون حوله بل ويطلبون رضاه، لكن عندما يوجه مواطن أمريكي إهانة اليه يتحول في لحظات الى مراهق ، ويبدأ بالتعليق والرد والردح بطريقة تنزع عنه صفة الرئيس وتحوله الى رداح برتبه رئيس.
فعندما أعلنت قائدة منتخب السيدات الأميركي بكرة القدم ميغان رابينوفيتش عن رفضها الذهاب للبيت الأبيض للاحتفال مع ترامب باللقب العالمي في حال الفوز به، جن جنونه وظهر على حقيقته من خلال مجموعة التغريدات على تويتر ، ورد ترامب على رابينو بسلسلة تغريدات داعيا إياها إلى عدم “تقليل احترام”الوطن، قائلا “عليك أولا أن تفوزي قبل أن تتفوهي بالكلام! عليك أن تنهي المهمة!” أي إحراز اللقب العالمي, وطبعا بعد أن ظفرت باللقب أكدت على أنها لن تذهب للبيت الابيض وساندتها رفيقاتها في المنتخب.
وسبق أن هاجم ترامب مواقف ليبرون جيمس نجم دوري كرة السلة للمحترفين ولوس أنجلس ليكرز، والذي صرح سابقا ردا على سؤال عما قد يقول للرئيس الأمريكي في حال جلوسه معه وجها لوجه ، فجاء رد جيمس صاعقاً حين قال : “لن أجلس مطلقا معه”، لنجد ان حمق ترامب المرفوض من البيض والملونين المبدعين في الولايات المتحدة يتزايد بشكل مستمر, وقد يُصبح صورة لنظام الحكم للدولة العُظمى.
هذا الوضع الغريب لترامب لم يمنع القادرة العرب من الإستنجاد بترامب, لحل قضاياهم على الرغم من أنه الجزء الأسوء من المشاكل والقضايا العربية وبالذات في الحالتين الفلسطينية والإيرانية, فهو رغم منصبه يتلقى الأوامر من أي موظف في مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني، لأنهم جميعاً تلاميذ في مدرسة التطرف العالمي واليمين المتشدد الذي يسعى لخراب العالم لأجل كذبة الهيكل، بقيادة ثلاثي التطرف العالمي, الأمريكي ترامب والصهيوني نتنياهو والبريطاني بوريس جونسون.
ان ما تقوم به بعض دول الأمة العربية الراغبة في وقف إنتشار التوسع الإيراني بالاعتماد على القوات الأمريكية, يُثبت ان أمتنا ضلت الطريق، وحولت الثعلب “المكار” ترامب الى قاض لم نلمس منه إلا الإنحياز المُطلق لأعداء الأمة العربية، ويمارس ضغطاً كبيراً من أجل تشجيع العرب على الإتجار بفلسطين وقيم الأمة وأخلاقياتها, ورغم قوته إلا أنه لم يجد أي رد من القادة العرب, ليكون رد الشارع العربي هو الرسالة التي أوقفته عند حدة وتسببت في أذيته, كون الشعوب وفي زمن الصمت الحكومي العربي قرأت رسالة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الى الأمة للحفاظ على عزتها حين قال قبل عقود :
يا أمةً لخصوم ضدها احتكمت
كيف ارتضيتِ خصيماً ظالماً حكما
 
بالمِدفع استشهدي إن كنت ناطقةً
أو رُمْتِ أن تسمعي من يشتكي الصمما
 
وبالمظالمِ رُدي عنك مظلمةً
أولا فأحقر ما في الكون مَنْ ظُلِما
 
سلي الحوادثَ والتأريخَ هل عرفا
حقا ورأياً بغير القوةِ احتُرما
 
لا تطلُبي من يد الجبار مرحمةً
ضعي على هامةٍ جبارةٍ قدما