سورية صدمتهم بعروبتها .. وهم صدموني بجهلهم ..!!.. بقلم: صالح الراشد

سورية صدمتهم بعروبتها .. وهم صدموني بجهلهم ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

السبت، ٦ يوليو ٢٠١٩

 صدم القرار السوري بحل لجنة الصحفيين الرياضيين الكثير من العرب , كون أحلام هؤلاء تمثلت بعدم وجود أي حراك في سورية كما حصل في بقية الدول التي قامت بالحركة الإنفصالية عن الإجماع العربي, لكن هذا القرار لم يصدمني بل كنت أتوقعه لذا لم يكن غريباً عني, لكن الغريب هي الصدمة التي أصابت من لا يعرفون سورية ونهجها وشعارها ودورها عبر التاريخ في التقارب العربي, وبحثها المستمر في شتى المجالات عن الإتكاء على المنظومة العربية, لذا فهي تدافع عن كل ما هو عربي كونها وطن العروبة وعاصمة التاريخ.
السوريون في الرياضة والاقتصاد وغيرهما من مفاهيم الحياة يبحثون عن زيادة القوة العربية وتماسكها, لذا لا يتهاونون في أي أمر مهما بدا صغيراً عند البعض, كونهم يدركون من عظمة تاريخهم “بان عظيم النار من مُستصغر الشرر”, لذا فهم لا يسمحون للشرار المُتطاير أن يؤثر على تحقيق أهدافهم العروبية, ويسعون الى جمع أكبر عدد من الاشقاء تحت مظلة واحدة حتى تتلاقح الأفكار وتنمو وتكبر فتنتج ظلالاً تستفيء بها أمة العرب.
وفي ظل الأوضاع العربية والخريف الدموي الذي صنعة لنا الغرب, وقفت سورية تبحث عن العروبة وترفض أن تتنازل عن دورها في ريادتها لقضايا الأمة, وقدمت جلّ استطاعتها وعندما حاول بعض أبنائها العبث في وحدة الصف, وإن كان عبر الإعلام الرياضي العربي وقفوا لهم وطلبوا منهم العودة الى الطريق الصحيح, ثم تمّ حلّ اللجنة لإظهار مدى أهمية الوحدة العربية في وطن القومية العربية .
وعلى عكس عديد الدول التي أصاب أصحاب القرار عن الإعلام الرياضي فيها الشلل, رفض القائمون على الشأن الإعلامي السوري تمرير المسألة والتعامل معها على أنها أمر بسيط, فتم تشكيل لجنة تحقيق محايدة حققت مع جميع الأطراف حتى توصلت إلى قراراها بالحل, وأكثر ما أغضب السوريون انسحاب ممثلهم من الإجتماعات, ورغم ذلك أصرّ العرب على تكريم سورية من خلاله وانتخابه بالإجماع وهو مُنسحب من القاعة إكراماً لسورية وتأكيداً على عشق العرب لها, لكنه رفض أن يعود إلى دمشق حاملاً أجمل هدية, فانشق عن الصف ورفض الهدية, وهنا غضب السوريون من سوء التصرف وضعف الحنكة والخبرة في إدارة الأمور وتقديم المصلحة الذاتية على مصلحة واسم سورية, فجاء القرار بالحل لأجل وحدة العرب.
هذه سورية, كما عهدتها طفلاً وكما قرأت عنها في كتب التاريخ وكما عشت معها لحظات الحاضر لم تطعن العرب من الخلف وتحملت طعنات الكثيرين, لذا فقد حافظت على هيبتها في أحلك ظروفها, وقدمت رسالة إلى العالم العربي بأننا نكبر بأمة العرب وسنسعى إلى زيادة تماسك الأمة, لأننا ندرك بأنّ في وحدتنا كعرب قوة وعزة, ومن لم يكن هذا نهجه فسيعيش وحيداً ويموت وحيداً, هي سورية لن تتغير ونحن كعرب عن حبها لن نتبدل.