اليمين المُتطرف .. صحوة ما قبل الموت ..!!.. بقلم: صالح الراشد

اليمين المُتطرف .. صحوة ما قبل الموت ..!!.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الأربعاء، ٣ يوليو ٢٠١٩

 الإنسانية هي الكلمة التي يحاول الكثير من البشر صناعتها وزراعتها في أرض خصبة لنشر خيرها على العالم, لكن هناك في البلاد التي تدعي أنها أصل الإنسانية نبت أصل التطرف والإجرام والقتل, وظهر ذلك جلياً من خلال تأريخ الحركة في الولايات المتحدة حين كان يتم شنق وقتل الأشخاص بسبب لون بشرتهم ومطالبتهم بالحرية, ففي عرف اليمين المتطرف الذي يحكم الدولة المُنشئة على الأرض المسروقة فإن العالم بجميع سكانه مجرد عبيد مهما تغير الزمن, ووظيفتهم تقديم الخدمات الجليلة لأصحاب البشرة البيضاء حيث يعتقدون أن هذا اللون هبة من السماء وتفوق على الآخرين, لذا ينشرون أمراضهم في شتى بقاع الأرض.
 
وتزايدت خطورة هؤلاء المرضى مع وصول الرئيس الأمريكي ترامب الى سدة الحكم, واعتبر الكثير منهم ان هذا يمثل انتصار حقيقي لليمين المُتطرف, الذي واكبه فوز يمين متطرف آخر في الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو, لترتفع عدد حالات الشبة بين الصورتين من تطرف الى سرقة أراضي الشعوب فالقتل دون مبرر, وتغيير ثقافات ومحاولات تحويل صاحب الأرض الى عبد يقبع في نهاية سلم الترتيب الإنساني, ونجحت الولايات المتحدة في تغير مكانة الهنود الحمر , فيما لا زال الفشل يلازم الصهاينة مع الشعب الفلسطيني, لذا فان التقارب بين الرئيسين سيشكل حالة استثنائية من ضبابية السلوك اللإنساني مما يهدد الجميع حتى الشركاء الحقيقين لهم ليبقى في الأمان من هم جزء من يمينهم الأعوج.
 
اليمين ولأجل زيادة سطوته أخذ ينشط في القارة الأوروبية بكل همة وقوة, من خلال وجود انون المستشار السابق للرئيس الأمريكي ترامب ومهندس انتصاره صوب مقعد الحكم, وهذا الرجل مفكر هام وأساسي للتيار اليميني في العالم, وقد نجح في نشر ثقافة الاسلاموفوبيا في شتى البقاع التي يكثر فيها أصحاب الفكر الأعوج القائم على رفض الآخر, مما شكل معاناة لابناء الأمة العربية في الغرب, وهي معاناة لا تقل عن معاناة أصحاب الألوان الأخرى, ليحول هؤلاء الحمقى العالم الى “أوكزيزن” للألوان.
 
والخسارة الكبرى من تجمع اليمين المتطرف ستصيب القضية الفلسطينية, التي تعاني الأمرين منذ وصول اليمين الى الحكم في واشنطن وتل الربيع المحتلة, مما شكل ضغط رهيب على السلطة الفلسطينية التي تقاتل لأجل وجودها, دون دعم إلا من عدد محدود من الدول العربية والصديقة , فيما الكثير من دول الأهل والاشقاء أغلقت الأبواب وتركت السلطة دون دعم سياسي أو إقتصادي, إلا عبر بوابة المتطرف ترامب وشريكه نتنياهو, مما يُشير الى أن اليمين المتطرف يسعى لعزل فلسطين عن واقعها العربي والإسلامي, وكانت شرارة البدء بالإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني, ثم تنظيم ورشة البحرين والآن يقوم سفير الولايات المتحدة لدى الكيان بالحفر تحت المسجد الأقصى بحثاً عن الهيكل المزعوم, في بادرة تعتبر الأغرب والأحقر في تاريخ البشرية .
 
ان اليمين المتطرف يسعى جاداً وفي شتى دول القارة الاروبية والولايات المتحدة, التي تعتبر المركز الرئيسي للتطرف وصناعته, من أجل تحويل الأجناس الأخرى الى تابعين الى هذا العرق, متناسين جميع رسائل الإنسانية من محبة وخير وسلام, فعند اليمين السلام ينضج بطرد الجميع, ولا ضير من قتلهم حتى يكون العالم نظيفاً .. وعندها لن يتبقى في القارة العجوز والعالم الجديد الا قذارة فكرهم وسوء فعلهم وعندها سيبحثون عن يمين متطرف في يمينهم لقتل بعضهم, كون وجودهم قائم على القتل ولا شيء غير القتل ورفض الآخرين, لذا فان العقلاء في العالم يرفضون فكرهم ولا يمانعون من وجودهم كبشر مما يُشير الى أن ما يجري قد يكون صحوة ما قبل الموت لليمين المتطرف في شتى بقاع الأرض, أقول قد يكون..!!.