قوة ضاربة!!.. بقلم: سناء يعقوب

قوة ضاربة!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الأحد، ٢ يونيو ٢٠١٩

وصلت الأمور ببعض المعنيين بأحوال الناس الى درجة غير مقبولة بل تجاوزتها بمراحل عندما أكدوا مثلاً أن الخنافس التي شكلت رعباً حقيقياً للناس غير ضارة, واليوم الحكاية ذاتها تتكرر مع حشرات ذات أجنحة قالوا إنها غير مؤذية للإنسان!! فكيف إذاً يمكن أن يسوغوا أعداد المرضى الذين راجعوا المشافي والعيادات الطبية نتيجة تعرضهم لتلك الحشرات, عدا بعض المواطنين الذين حاولوا التعامل مع تلك المشكلة في بيوتهم فأصيبوا باختناقات نتيجة رشهم المبيدات بشكل عشوائي!.
الغريب في الأمر تأكيدهم أن الوحدات الإدارية تتعامل مع الحشرات في أماكن تجمعها, ولا ندري عن أي مناطق يتحدثون أم إن المسألة برمتها «خيار وفقوس» وعشوائية تحكمها المزاجية ونجومية المناطق, فالكثير من المناطق لم تنل شرف رش المبيدات فيها وبقيت تلك الحشرات التي يحاولون إقناعنا أنها أليفة تتكاثر, وخير دليل على ذلك منطقة الـ 86 بالمزة!!
القصة لم تبدأ بـ«الخنافس» ولن تنتهي بـ«الثاقبة الماصة» كما سموها, بل وصلت إلى أنواع من الحشرات الزاحفة والطائرة لم نرَ لها مثيلاً من قبل, بينما تستمر مديرية زراعة ريف دمشق بتصريحاتها التي أثارت الكثير من ردود الأفعال لدرجة دفعت بعض الناس لإطلاق سيل من الدعابات أنه لو ظهرت الديناصورات لقالوا إنها مفيدة ولا تسبب الأذى!!
أما محافظة دمشق التي تعالج مشكلات سكان العاصمة تارة بالتصريحات «الخلبية» وتارة بالوعود, فلا نعلم على أي مقياس تقرر فيه مدى ما يمكن أن تقدمه من خدمات للمناطق التابعة لها, وكأنها بذلك أفرزت مناطق النجوم الخمس عن المناطق التي لا نجوم لها!! فهل تدار الأمور هكذا يا محافظة دمشق؟!
الشكاوى مستمرة في ظل حرارة مرتفعة ومبيدات يغيب دخانها, وخدمات نكاد نقول إنها معدومة, والحقيقة الثابتة فقط هي تزايد الحشرات وظهور جديدها في كل زمان ومكان!
يقال، إذا اجتمعت الحشرات يمكنها أن تشكل قوة ضاربة ضد البشر, وهذا يؤدي إلى الإصابة بـ«فوبيا» الحشرات التي يمكن أن تطول العديد من الناس, ومع كل ما يحدث لاتزال محافظة دمشق تعالج تقصيرها وسوء خدماتها بالكلام فقط, وكل ما هو مطلوب العمل والعدالة.. فهل تفعلها المحافظة؟!
تشرين