استعمال الكيميائي.. كذبة إرهابية متجددة.. بقلم: ميسون يوسف

استعمال الكيميائي.. كذبة إرهابية متجددة.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٢ مايو ٢٠١٩

إشعاراً وإقراراً بهزيمتها في مواجهة الجيش العربي السوري في الجولة الأخيرة من المواجهة، وخشية أن تتطور المواجهة لتدخل المرحلة التالية التي قد تكون إدلب وتحريرها هدفاً لها، وبعد أن كانت قد أقدمت المجموعات الإرهابية على التحضير لاستعمال الأسلحة الكيميائية تحت نظر مشغليها وبتوجيه منهم، ومن دون أن تتفلت من المراقبة الحثيثة من معسكر الدفاع عن سورية، بعد كل ذلك وتأكيداً لهزيمتها في تلك الجولة، ادعت الجماعات الإرهابية أن الجيش العربي السوري وحلفاؤه أقدموا على استعمال السلاح الكيميائي في منطقة إدلب خلافاً لكل التعهدات السابقة وتحدياً للتهديدات الغربية في هذا المجال.
من الواضح أن الإرهابيين ومشغليهم شاؤوا العودة السمجة إلى هذا الملف من أجل خلق بيئة عدوان غربي جديد تنفذه قوات أميركية وفرنسية وبريطانية من أجل وقف الأعمال العسكرية التي ينفذها الجيش العربي السوري الرامية للتصدي لانتهاكات الإرهابيين لمنظومة خفض التصعيد ومنع تجذر حرب الاستنزاف التي بدؤوها منذ عدة أشهر، كما تهدف إلى التحضير للمرحلة الأساسية من مراحل تحرير إدلب التي لا بد واقعة بعد نكول التركي في التزاماته.
إن تلفيق تهمة استعمال الكيميائي ونسبتها للجيش العربي السوري بات أمراً ممجوجاً يثير القرف والاشمئزاز من مطلقيه الذين امتهنوا الكذب والمسرحيات الملفقة والذين يجاهرون بالكذب مستندين إلى الدعم والحضانة من مشغليهم الأميركيين والأوروبيين.
لكن سورية التي تخلت عن السلاح الكيميائي منذ العام 2013، أعلنت أكثر من مرة أنها لا يمكن أن تستعمل هذا السلاح على أراضيها مهما كانت الأهداف والموجبات، وأن سورية فضحت هؤلاء ووضعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام مسؤولياتهم، وجاءت الرسائل التي وجهتها الخارجية السورية بعد النفي القاطع الذي صدر عن قيادة القوات المسلحة، أن سورية في الوقت الذي يهمها الكشف عن الحقيقة، مصرة على متابعة عملياتها الرامية لمكافحة الإرهاب ولن يرهبها تهديد أو وعيد، وكما أفشلت محاولات الاستثمار السابقة لادعاءات استعمال الكيميائي فإنها قادرة على إفشال الجديد منها مهما تعقدت حبكته، ولن يثنيها عن مواجهة الإرهاب واجتثاثه عن أرضها تهديد أو وعيد.