التمرد على المجتمعات الجبانة وأسيادها.. بقلم: ميس الكريدي

التمرد على المجتمعات الجبانة وأسيادها.. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

السبت، ١٨ مايو ٢٠١٩

يلومني كثر بسبب صراحتي وتطاولي من وجهة نظرهم على محرمات مجتمعية 
أو بمعنى أدق موضوعات يحذر غالبية الناس من مقاربتها ،
ولكن المجتمعات الجبانة لا تتطور 
ودائماً لابد من مجازفة يقودها البعض 
خصوصاً وان بنية مجتمعاتنا 
بنى تتجنب المبادرة ، وعليه لابد من المجازفة بمواجهة جارحة ، خاصة اذا كان المرء جاهزاً لدفع الثمن الاجتماعي ،
ومن هنا أنطلق للحديث عن مشاكل الشرق المختزن في باطنيته ،
وهذه الباطنية تتجلى في ممارسات لا تشبه احتياجاته بل تناقضها ،
وماهي أبرز مشكلاتنا الملموسة 
لا أبالغ اذا تحدثت عن العقل الشرقي 
المختزن في نصفه السفلي أو بمعنى أدق فإن العقل مسكون بالغرائز الجنسية 
وتدخل في صميم ردود أفعاله وأفعاله هذا من جهة ومن جهة أخرى 
الحصار اللاهوتي الذي يتجلى في تعاضد الموروث الديني بكافة تشعباته ولكافة الملل والطوائف مع موروث التقاليد المتراكمة بفعل التاريخ والجغرافية،
وهكذا يصير المحك هو أن المواجهة ستترتب عليها عقوبات اجتماعية تصل حد الإقصاء عن الحياة والتهميش والتشهير والمحاكمة هنا شديدة جداً لانك تواجه منظومة متواطئة على نفاقها، وتمارسه بحرفية عالية .
وعليه فإن معظم نقاشاتي تتركز على ضعف بنية المثقفين الاجتماعية ازاء المقارعة، فتجد الوالد ماركسي ولكنه يرفض تزويج ابنته من خارج الطائفة ،
وهو بالتالي يعيش ازدواجية تفرض تغريبته عن كل شيء فلا هو قابل بنفسه ضمن القطيع الديني ولا هو قادر على مواجهته ،
وقد تكون العولمة وحظوظ الحياة السريعة والانفتاح على ماهو نافع وماهو ضار أدت الى تمرد فرضه الواقع يتجلى في سلوك الشباب هذه الايام ،
ولكن هذا يشبه الولادة المشوهة لانه لا يرتكز على أسس أفضت الى ثورة مجتمعية بقدر ماهو قطيعة مع مراحل زمنية بسبب التطور في مواقع التواصل الاجتماعي وعالم الانترنت.
وقد يضعني انا كمثال عن امرأة اختبرت مشكلات الجندر اذا اعتبرت نفسي مبادرة تجاه رفض ماهو قائم بحثاً عن الحقوق المفقودة استناداً الى تجربتي
فتجربة كل منا هي المقاربة الاصدق لعلاقتنا بالواقع ،
وهكذا يرى البعض انها جرأة صعبة وشجاعة أن تخبر الناس على صفحات الاعلام عن بؤسك وغرائزك وانتكاساتك.
فأنا اختبرت مثلاً
ضياع الحب الاول بسبب اختلاف الطوائف،
ثم اختبرت الزواج المتعب بسبب تبدل الواقع المتباين على شريكين لم يتطور عقليهما بالدرجة نفسها،
واختبرت العائلة المنطوية على رعبها من أن تكون لإحدى بناتها علاقة حب، والأكثر دهشة هو رهاب من يعتبرون أنفسهم متنورين من الظلاميين،
فيصمتون بل ويجارون كل قوى الظلام على ظلاميتها ويقبلون ظلمها مخافة النفي الاجتماعي وتهمة العهر .
هذه التهمة الحتمية والفيتو المرفوع في وجه أي محاولة لكسر القيد ،
وهذا ما دفعني لإعلان تمردي وعصياني لكل الأوامر الدينية وصوغ منظومتي الاخلاقية على قياس إنسانيتي،
ولذلك لا أمرر مجالاً لبحث التابو الجنسي الا وأغوص فيه،
ولا أتردد في التنكر لممارسات العمائم 
التي حولت مفهوم الحب الى عار والزواج الى سجن والجنس الى موبقة يمارسها المجتمع في لحظات غفلته عن بعضه ويصير مفهوما العيب والحرام محكومين بانكشافهما على الآخرين 
((وإذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا))
أما مناقشة مااذا كانت معاصي أم لا فهذا ممنوع.
أما لماذا ممنوع مع ان الكل يفعله سراً ويستحبه
فتلك مقاربات تتخلص بمقولات تافهة
مثل ((كل ممنوع مرغوب ))
مع أن حقيقة الامر هي ان ضرورات العبودية
تقتضي حرمانك من ممارسة نفسك
فتظل كائناً مسخاً إنسانياً
تلهث خلف ماتم تحريمه عليك لتقتنصه سراً أو تمرض بمنع نفسك عنك
بمعنى عملية خصاء للمجتمع بأكمله 
محصلتها قطيع متخلف ومستعبد وجبان، وتحت محاكمة أبدية
فهو مدان دائماً ومتهم دائماً 
جماعات وأفراد.