دعوة للاباحية رداً على أعوان الله على موتنا..بقلم: ميس الكريدي

دعوة للاباحية رداً على أعوان الله على موتنا..بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

السبت، ٤ مايو ٢٠١٩

 أن تتجعب الذاكرة كلها .. وتحمل حاضرك ومستقبلك في حقيبة تلقيها على كتفك أينما تحركت ، هذا الشعور أعرفه جيداً في منفاي الذي لم يستمر سوى عام ونصف ، عام ونصف كانت كفيلة بأن أتحول فيلسوفة في ثقافة الخوف .

أن تتحول الى كائن مهدد في كل شيء. أفتح حقيبتي يومياً، لأعد مافي جيوبها من نقود بسيطة مخافة الغد بلا كفاف الكرامة ، وأذرع الشوارع والثقل في صدري انتحاري جاهز للانفجار في أي لحظة.. ورأسي تدور بحثاً عن احتمالات الخلاص وكبريائي يحول بيني وبين القبول بما لا يليق بامرأة فخرها الوحيد هو عنفوانها ، وفِي الليل بعد أن تهدهدني كل أنواع الخواطر ،أنسكب على نفسي حكايات أكتبها عبر لوحة مفاتيح كمبيوتري الشخصي لتصير الأفكار والأحزان والمخاوف وحدة عضوية منحوتة في زاوية لترتمي على صفحة موقع إنترنت ووجداني خمارها.

ألبسها أكاذيب العفة خوفاً من مواجهة مجتمع النفاق حتى على نبض الأرحام وولادات الحياة. تتطور مشاعرنا ونخاف منها وغالباً نخاف أن نعترف بها .. وأصعب الفقد عندما تتوحد .. فالوحدة افتقاد لمن يؤنسون خواطرنا أما التوحد فهو انقطاع علاقتك بالمحيط اغتراباً.

أحتاج أن أكتب عن لحظة انجذبت فيها لذاتي وتلمست جسدي ، وتدفقت تحت أصابعي رغباتي وفِي اللحظة التي قررت تنفيذها بانقضاض على خجلي ،تراجعت وعدت أمارس نفسي الأمارة بسعادتي فقط في أحلامي ،و مجدداً تثقفت بثقافة الخوف .

ونحتلم كلنا في صمت ذكوراً وإناثاً بدل أن نحلم. أيها الرجل الذي جلست أمامه ولم أتمكن من تنفيذ خواطري التي اشتعلت من تلاقي عيوننا المتفقتان على جذوة حرارة نستحقها ولم نفعلها ، دعني أعتذر منك ومن نفسي قبلك فقد انتصر الخوف مجدداً.

و أصعب الخوف أن نخاف ذواتنا. حدثوني مرة عن جنرال معتاد على الحروب فينتصر في حروبه ويقطع فوق الجثث المتراكمة بلا ندم ، ثم ينتصر على مخاوفه المركبة من شبح الموت الذي يواجهه مرات يومياً ،بانتصارات متكررة في السرير يأكل ويشرب فوق أجساد الجميلات ، ويثمل رحيقهن في كؤوس خمره المختلط بنشيج الجنس الصارخ من رجولته وأنوثتهن، ويصحو متجهاً الى الموت معمداً في ليله بأكسير الحياة، وكان ينتصر على كل العسس المتلصصين على رغباته الصارخة بأفراح النصر .

نحن الشعوب المرهبة بكل الرقابات حولنا وفوقنا ، فكل من حولنا مثلنا مختزنون في حاجاتهم، وكل من فوقنا آلهة تعدنا بعذاب أليم إن تنفسنا عبق جلودنا، وبما أننا لانستطعم الا هزائمنا، نواظب على إجهاض أرواحنا. الآن بعد ردح من سنوات الحرمان ، صرنا مرضى بمشاعرنا ، ولكني قررت الانتصار على نفسي ليلة أمسي الطويلة على فراش مرضي الذي ذكرني بخيبتي مع نفسي ، سأصير داعية للحياة رداً على كل دعاة الموت المتوارين خلف اسم الله ،ومرحباً بالشيطان إن كان سيساعدني على احترام ماتبقى من عطر في جسدي.