الرداءة الوطنية.. بقلم: ميس الكريدي

الرداءة الوطنية.. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

السبت، ٢٠ أبريل ٢٠١٩

ونحن نناقش أسباب هزيمة المعارضة على أثير برنامج تلفزيوني..لم أجد أفضل من توصيف الرداءة ، الرداءة في كل أشكال الاداء، الرداءة الأخلاقية، الرداءة الوطنية استخدمت هذا التعبير الذي راودني فجأة وأنا أتحدث عن خذلان وطني عارم .. وكنت أوجه كلامي لقادة افتراضيين أشبعونا هذياناً وهرطقة ثورية وكلام حق يبطنه ويستبطن كل حرف فيه الباطل .. وقلت لمحاوري ردا على أسباب هزيمتي الثورية التي اعترفت بها منذ منتصف ٢٠١٣ بكل أشكال الاعتذار الروحي والمعنوي وبررت لنفسي مراهقتي السياسية بصغر السن وطوباوية اليسار المعتوه في عالم الثروات والشطحات المالية والمعادلة الاقتصادية السياسية التي لم يتخيلها ماركس ،حيث صار العالم الافتراضي جزءاً من معادلة لا ترى ولكنها تقلب وجه الأرض .. ماذا قلت ؟ بغصة المحروق على وطن شبه احترق ، ويتبرعم في قلوبنا مع استمرار الأمل . هل هناك رداءة وطنية أبشع من أن تطلبوا من الناس تضحية وأنتم لستم قادرين عليها ولاتستطيعونها .. أن تزجوا بالبشر في ((ثورة )) وأنتم تقودونها من على الشاشات ،أو تتركوها نهب التداعيات المحلية والدولية..لتستنقع النفوس والمناطق ونغرق في ضحالتنا في كل شيء نعم جيفارا قام بثورة وقادها، فأين منكم جيفارا وقد تعطرتم وصففتم لحاكم وشعركم وانطلقتم إلى الفضائيات تلقنونا درسا في الوطنية .. فهل من رداءة وطنية بهذا المستوى ؟!! ان هذا الحديث مرده اليوم لبرنامج على مدار أسبوعين حول خلافات المعارضة ،ذكرني بما كنت بدأت أنساه وقررت أن أنساه ، لان الهزات العميقة قد لا تتيح التوازن وأنا تعرضت لهزة عميقة وطنية وإنسانية .. وكتبت غير مرة عنهم بمرار الاعتذار لان ما حصل في البلاد أياً كانت حساباته وتبعاته الا انه لا يعفينا جميعا من المسؤولية حتى لو كانت تلك المسؤولية عن دور لم نعرفه في لحظة أو لحظات. كتبت لهم وعنهم أولئك الذين ظننتهم يوماً أمي وأبي .. كم نستسهل الأشياء ونستسهل تبعاتها ثم يخرج علينا ليقول لنا : لم نكن نعرف . كلمة لم نكن نعرف هدمت ٧٠بالمائة من البلاد ، وأدخلتنا دوامة الإرهاب ومطحنة المصالح الدولية ولم نتحدث عن خسائرنا البشرية عبر ثلاثة أجيال من الغصة والحزن والقهر . تشرد أطفالنا وهدمت مدارسنا ، والمعارضة السورية لم تكن تتوقع . عندما أتذكر كيف هاجم بيتي بعض الموالين المتشددين في أول الأحداث وقامت بعض النسوة بكتابة عبارات نابية وغير أخلاقية عني لأني أعارض السلطة في سورية ، وقتها امتعضت جدا وكتبت عن الواقعة لأفلسفها وأتفلسف عليها من كتاب غوستاف لوبون ((سيكيولوجية الجماهير )) فيما بعد بدأت أفهم أن المناضل يلتقط أداء المحيط النفسي ليحلله ويفهمه ويستنتج القادم ويتوقع سلوك المجتمعات ،وليس ليلقننا درساً في التوصيف ‏