قصة وجع.. بقلم: أ.روريتا الصايغ

قصة وجع.. بقلم: أ.روريتا الصايغ

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٠ مارس ٢٠١٩

الصعب وأنت في بداية عمرك تخسر الكثير.

الصوت لم تعد تسمعه، ضحكة تتذكرها وبقلبك غصة، صور تراها آخر الليل صامتة، صمت رهيب، صرخة وجع، أمل بعيد.

أصعب شيء في الوداع أنك مجبر على فعل هذا كل يوم وأيضاً محاولة التأقلم واستيعاب أن ذلك الشخص قد اختفى تاركاً فجوة في قلبك ومهما حاولت لن تستطيع ملء هذه الفجوة أتساءل دائماً ماذا سأفعل الآن؟ لماذا حصل هذا؟

أسئلة كثيرة وأجوبة مفقودة والعقل مضطرب والقلب مشتت بين الحزن والألم ومواجهة هذا الواقع، أقسى مرحلة عند الإنسان.

ذهب. ذهب ولن يعد تاركاً في قلبي وهذه الحفرة يرقد ذلك الصديق، الحبيب، الأخ، الابن..  ما زال حاضراً في حياتي يحدثني ويقف إلى جانبي أراه في وجه من أحب أراه في نفسي لأن روحه ا لنقية لم تتخلى عني..

ذكرى الأمس روح ترافقنا اليوم.

كنت أتنمى لو أني أستطيع أن أمحو من الذاكرة هذا اليوم المظلم 21/3/2013 وما فيه من حزن عميق، ما زالت هذه الذكرى تجول في خاطري رافضة الرحيل من سمائي.

ذكرى ملاك وشاب وابن وفرح عمري «نبيل» رحل عنا لعالم آخر رحل برفقة ملاك الموت ليترك لنا الأحزان والدموع.

آه.. كم هو صعب أن يرحل منك ضناك الغالي على أمل أن نلتقي به بعد ساعات، غادر الدنيا دون كلمة وادع واحدة.

لفظ أنفاسه الأخيرة فقط بكلمة «أمي» آه.. وجع ما بعده وجع.

كيف لي أن أنسى أو أتناسى ولفظ أمي من فمه بساعاته الأخيرة يهمس في أذني.

وقت لم يعد ملكاً له أو لنا هذه هي الدنيا لا تدوم على حال وهذه أقدار محتومة على كل إنسان لا نستطيع لها تغيير.

وداعاً يا ولدي الغالي وداعاً نبيل الحبيب وكلنا دعاء أن يسكنك الله الجنة وأن يكتب لنا اللقاء.

وداعاً يا صاحب الوجه الباسم، وداعاً يا خفيف الظل، وداعاً أقولها والقلب يعتصر ألماً لفراقك جسداً راحلاً وروحك الطاهرة ستظل حتماً ترافقنا.

ومن الدعاء لن أنساك